حققت المملكة العربية السعودية السعودية نقلة غير مسبوقة في الخدمات الطبية بوضع حجر الأساس لمركز الملك عبدالله للأورام وأمراض الكبد بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض, والذي وضع حجر أساسه وزير الصحة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، امس الثلاثاء وستبلغ تكلفة مركز الملك عبدالله للأورام وأمراض الكبد 906 مليون ريال، وهو يمثل المرحلة الأولى من مراحل توسعة المستشفى الرئيسي بالرياض، فيما يجري استكمال إجراءات ترسية المرحلة الثانية من التوسعة التي تشمل قسم الطوارئ والعيادات الشاملة وطب العائلة والجناح الخاص، وستكون المرحلة الثالثة مركزاً متقدماً للتقنية الحيوية ومركزاً للتعليم والتدريب. وعدا حجر الأساس للمركز، دشن وزير الصحة التوسعة الجديدة للمُعجّل النووي بقسم السايكلترون بمركز الأبحاث الذي سيكون مركزاً للإمداد الإشعاعي سواء لعلاج الأمراض أو التشخيص أو لاستخدادم المدى الإشعاعي للسمتحضرات الصيدلانية. طلبات الخدمات إلكترونيا وستتيح الخدمات الإلكترونية الجديدة لمستشفى الملك فيصل التخصصي للمريض بحجز مواعيدهم أو تأجيلها أو حتى طلب إعادة تعبئة العلاج على أن ترسل له بالبريد العاجل. كما يتيح الموقع الإلكتروني الجديد للمستشفى للمرضى خارج الرياضوجدة طلب خدمة الإركاب والإسكان والإعاشة قبل مواعيدهم، كما يوفر لقاءات مفتوحة مع أطباء سرطان الثدي ونقاشات بين مرضاه، وستسهم هذه الخدمات في تطور القطاع الصحي في السعودية بشكل لافت. ثقافة خدمة المريض أولاً وأكد وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة أن المركز بحجمه الكبير جداً ما هو إلا للتخفيف من معاناة المرضى للوصول والحصول على هذه الخدمة. وبين أن الحاجة ماسة لإنشاء مراكز للأورام في السعودية، وأنه واحد من عدة مراكز متخصصة في مستشفيات وزارة الصحة تنشأ حالياً بناء على توجيهات خادم الحرمين الشريفين بإنشاء خمس مدن طبية تتضمن مراكز للأورام. وأشار إلى أن خطط التنمية المتتابعة ركزت على شمولية الخدمة، والعدالة في التوزيع ضمن خطط مبنية على معايير علمية واضحة، في مقدمها سهولة الحصول على الخدمة مع المحافظة على جودتها. وقال بعد وضعه حجر الأساس للمركز نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز: "تتطلب الرعاية الصحية بمفهومها الحديث منا جميعاً العمل الجاد والحرص على تطبيق معايير الجودة والاعتماد بما يحقق أمن وسلامة المرضى إن شاء الله تعالى، كما أن منهج الممارسة الطبية الحديثة يحتاج منا العمل الجماعي بروح الفريق الواحد، وإرساء مفهوم الطب المبني على البراهين حرصاً على المرضى، وكسباً لرضاهم، وأن نتبنى جميعاً شعار (المريض أولاً)". آخر ما توصل إليه الطب ومن جهته، كشف المشرف العام التنفيذي لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض الدكتور قاسم القصبي أنه تم تصميم المركز ضِمن الخطة الشاملة للمستشفى، وتحسبا لتوسعات المستشفى للعشرين سنة المقبلة. وشدد على أن تنفيذ المركز جاء وفقاً لأحدث المواصفات الفنية والتقنية وآخر ما توصل إليه الطب في مجال الخدمات التشخيصية والعلاجية لمواجهة الأعداد المتزايدة من مرضى الأورام، مشيراً إلى أن العمل بدأ بالفعل في المشروع بغية إنجازه في المدة المقررة والمحددة له وهي 900 يوم. وقال: "توالى الدعم السخي من قبل حكومتنا الرشيدة في دعم هذه المؤسسة كغيرها من القطاعات في مختلَف مناطق السعودية، حيث تم اعتماد أكثر من مليار وأربعين مليون ريال لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركزِ الأبحاث بمحافظة جدة، لتشتمل على إنشاء مركز للأورام ومركز العلوم العصبية ومركز القلب ومستشفى للأطفال". وكشف القصيبي عند بعض إنجازات المستشفى خلال الفترة الماضية، وقال "استطاع المستشفى في مجال زراعة نخاع العظم والخلايا الجذعية أن يحتل مكانة متقدمَة عالمياً من بينِ أكثر من (270) مركزاً عالمياً متخصصاً في أمريكا الشمالية. وجاء المستشفى ضمن الخمسة الأوائلِ من المراكز التي تُجري أكبر عدد من حالات زراعة نخاع العظم، وأضاف "تمكن المستشفى خلال العام 2010 من تحقيقِ أعلى عدد في إجراء عمليات زراعات الأعضاء طوال مسيرته المتميزة، حيث أجرت الفرق الطبية بالمستشفى (529) عملية زراعة لأنواع مختلِفة من عمليات الزراعة مثل: نخاع العظم والكبِد والكلى والقلب والرئة. وبلغت نسبة الزيادة ستة وعشرين بالمائة (26%) عما كان يُجرى قبل خمسة أعوام". تقدم في زراعة الأعضاء من جانبه، يؤكد الدكتور ناصر الصانع استشاري جراحة القولون والمستقيم ل"العربية.نت" أن المركز سينقل علاج الأورام في السعودية لمستوى عالمي، وقال إن "الفائدة الأكبر من المركز هي في زيادة استيعاب المستشفى للأعداد المتزايدة من المرضى، وسيسمح لأن يعالج أكبر قدر من المرضى". ويتابع: "سيكون هناك تنوع أكبر في العلاجات المقدمة.. فالمركز سيحتوي على أقسام حديثة في العلاج الإشعاعي والكيماوي وسيوفر أحدث ما توصل إليه الطب من خلال الأشعة. قسم مختص لأمراض الكبد وإضافة للمركز هناك قسم مختص لأمراض الكبد وهو مخصص لنسبة غير بسيطة من السعوديين. فالإحصاءات تقول إن نسبة 10% من السعوديين مصابون بنوع بسيط أو متوسط أو شديد من أمراض الكبد، وجزء كبير منهم يحتاج للزراعة والمركز سيكون مكان رئيسي للعلاج. ويؤكد الصانع أن الهدف المعلن لهم في هذا العام هو الوصول إلى 100 زراعة كبد في هذا العام، كاشفاً أن المستشفى قام خلال العام الماضي ب500 حالة زراعة مختلفة. وفي هذا العام فقط قام بزراعة ضعف هذا العدد بزيادة 100%. ويضيف: "سيزيد المركز الجديد بطاقته الاستيعابية من قدرتنا على الزراعة لمرضى أكثر". 21 طابقاً و300 سرير ويقع المركز المكون من 21 طابقاً على مساحة إجمالية قدرها 83250 متراً مربعاً، وبسعة 300 سرير، وتتوزع أسرة المركز على 206 أسرة للأورام، و34 سريراً للعناية المركزة للأورام، و43 سريراً لمرضى الكبد، و17 سريراً للعناية المركزة لأمراض الكبد. كما يحتوي المبنى على 8 غرف للعمليات، وغرفتين للتنظير الطبي، و72 وحدة للعلاج اليومي و22 وحدة لإجراءات اليوم الواحد. وهو يحتوي على قسم للعلاج الإشعاعي وعيادات لعلاج الأورام، وزراعة النخاع العظمي وأمراض الدم، وأمراض الكبد، وعيادات للجراحة، إضافة إلى تخصصات أخرى مختلفة. كما يضم المركز أقساماً للخدمات الطبية المساندة، منها قسم العلاج الطبيعي المُقام على مساحة قدرها 818 متراً مربعاً، وقسم العلاج الإشعاعي الذي يشغل مساحة 1.560 متراً مربعاً، بالإضافة إلى أقسام العلاج التنفسي، والأسنان، وبنك الدم، والمختبرات المختلفة. 3