تتفجَّر ألسنة اللهب وكتل الغاز والغبار من وحش بركان "بويوي" جنوب شيلي؛ لتتصاعد من الأرض ممزقة وجه السماء برقاً ورعداً، ومُطْلِقة رماداً لمسافة تزيد على عشرة كيلومترات في الجو. وقد كشفت مجموعة مذهلة من الصور عن الطبيعة حين تثور على هيئة بركان، بعد 50 عاماً من الهدوء. وقالت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية امس الاثنين: إن البركان الواقع ضمن سلسلة براكين "كوردن كاول"، الذي ظل خامداً منذ نصف قرن، ثار في جنوب البلاد مطلقاً رماداً لمسافة تزيد على عشرة كيلومترات في الجو؛ ما دفع الحكومة إلى إجلاء نحو 3500 شخص يقيمون في نحو عشرين بلدة قريبة من البركان الواقع على بُعد 870 كيلومتراً جنوب العاصمة الشيلية "سانتياجو". وقد حملت الرياح الرماد إلى الأرجنتين؛ ما أدي إلى إظلام السماء في منتجع "سان كارلوس دو باريلوتشي" السياحي. وقالت الصحيفة: لم يكن واضحاً في البداية البركان الذي ثار في سلسلة براكين "كوردن كاول"؛ بسبب الغبار الذي غطى المنطقة، كما ظلت رائحة الكبريت في الجو بشكل دائم. جدير بالذكر أن شيلي تُعَدّ ثاني أكبر دولة في العالم من حيث عدد البراكين بعد إندونيسيا، وتضم شيلي نحو ألفَيْ بركان، منها 500 بركان نشط، ثار منها نحو 50 بركاناً. وعن سبب حدوث البرق أثناء ثوران بعض البراكين قال الباحث الأمريكي في معهد نيو ميكسيكو للتقنية رونالد توماس: إن البرق يحدث؛ لأن الغبار المتصاعد من فوهة البركان يكون محمَّلاً بشحنات كهربائية عالية. أما الأمر الغريب الذي كشفت عنه دراسة توماس، التي نشرتها مجلة "ساينس جورنال" في 23 يناير 2007، فهو أن هناك نوعَيْن ومرحلتَيْن من البرق تحدثان مع البركان: الأولى تحدث على الأرض، وتحديداً فوق فوهة البركان، ثم تحدث مرحلة أخرى حين يصل الغبار إلى السماء ويلتقي بالسحاب. 3