ندد عشرات الآلاف من المحتجين في ساحة التغيير في جامعة صنعاء في تظاهرة جابت شوارع العاصمة اليمنية البارحة بما وصفوه ب «جريمة ارتكبت بحق محتجين في مدينة تعز وأدت إلى قتل وجرح المئات». وردد المتظاهرون هتافات تطالب بمحاكمة الرئيس علي عبدالله صالح أمام محكمة الجنايات الدولية ونددوا بما أسموه «الأعمال الإجرامية»، التي ارتكبت بحق المدنيين العزل من أبناء تعز البارحة الأولى وحتى صباح أمس. وكانت قوات الحرس الجمهوري وقوات الأمن المركزي اقتحمت ساحة الحرية في مدينة تعز التي سقط فيها عشرات القتلى والمئات من الجرحى الذين اعتقل منهم العشرات من داخل المستشفى الميداني في الساحة. وقال جميل الدبعي الطبيب في مستشفى الصفوة الميداني ل «عكاظ» إن 20 قتيلا سقطوا في الساحة، مبينا بأن قوات الأمن والحرس الجمهوري التي اقتحمتها اختطفت 37 جريحا إلى جهات مجهولة. لكن المستشار الإعلامي للرئيس اليمني أحمد الصوفي قال في تصريح ل «عكاظ» إن المتظاهرين قرروا الانسحاب من ساحة تعز طواعية بسبب الطابع العسكري الذي بدأ يغلب على الاحتجاجات ودخول القبائل في الصراع، ما جعل الشباب في الساحات يفضلون الخروج من الساحات وتركها. إلا أن عضو الهيئة العليا لحزب الإصلاح المعارض عبده سالم وصف ما جرى في ساحة الحرية في تعز بأنها جريمة بهدف إنهاء الاعتصام السلمي باستخدام القوة العسكرية. وقال ل «عكاظ» إن السلطة تريد قمع الثورة السلمية اليمنية بالقوة ضاربة عرض الحائط مطالبهم، موضحا أن أبناء تعز لن يرضخوا للقوة وسيستمرون في احتجاجاتها حتى آخر رمق. إلى ذلك أدانت اللجنة التحضيرية للحوار الوطني أمس «المجازر» التي ارتكبتها قوات الأمن بحق المعتصمين في ساحة الحرية في تعز. ورحبت اللجنة بمواقف أبناء القوات المسلحة «الأحرار»، الذين ساندوا الثورة ووقفوا إلى جانبها ولا يزالون في مواقع الصفوف الأولى، وحيت رجال اليمن وأحرارهم من كافة الفئات والشرائح الاجتماعية، مؤكدة أن انتصار الثورة أصبح وشيكا. وفي هذه الأثناء قصف السلاح الجوي اليمني أمس مدينة زنجبار التي يسيطر عليها متشددون يعتقد بأنهم ينتمون لتنظيم القاعدة. وقال سكان في المدينة إن مقاتلات أمطرت مواقع المتشددين بالقنابل، لكنها أصابت أيضا مباني في المدينة التي يقطنها زهاء 20 ألف نسمة. وأوضحوا أن ما لا يقل عن 13 شخصا قتلوا بسبب القصف الجوي وقصف بالمدفعية. وقال رجل ينتمي إلى المعارضة، ذكر أن اسمه علي، إن «المدينة أصبحت خرابا، كل سكانها رحلوا، حتى الكلاب والحيوانات والحمير هجرتها». وأكد مدير مديرية مودية المجاورة لزنجبار محمد النخاعي ل «عكاظ» أن عشرة جنود قتلوا في كمين صباح أمس بينهم ضابط برتبة عقيد في الجيش اليمني. وأفاد أن قصفا عنيفا يشنه اللواء 25 من الجيش ضد المسلحين الذين احتموا بمنازل المواطنين في مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين، مشيرا إلى أن هناك معلومات وردت تفيد سقوط مئات من القتلى من المسلحين. وبين «النخاعي» أن قوات الجيش المدعومة بعناصر من القوات الشعبية من أبناء المنطقة عازمون على تطهير المديرية من تلك العناصر التي تحاول النيل من أمن واستقرار اليمن الواحد، مبديا استياءه من تخلي قوات الأمن والسلطة المحلية عن مهامها وانسحابها من المديرية. وأكد بأن القوات الأمنية مصممة على استعادة السيطرة على المحافظة، وأن مصير الجماعات الإسلامية التي أعلنت سيطرتها على المحافظة سيتم دحرها خلال الأيام القليلة المقبلة.وكانت المعارضة اليمنية اتهمت الرئيس علي صالح بتسليم محافظة أبين للجماعات المسلحة، الأمر الذي نفته وزارة الداخلية اليمنية في بيان صحافي، ووصفت تلك الاتهامات بأنها «مثار للسخرية». وعرض التلفزيون اليمني تسجيلا للرئيس علي عبدالله صالح في اجتماع مع مجلسه العسكري قبل يوم من قصف القوات الجوية اليمنية لمدينة زنجبار التي يسيطر عليها تنظيم القاعدة، قائلا إنه سيؤيد مطالب حركة الشباب التي تطالب باستقالته اذا تخلصت من العناصر الفاسدة. وطالبت السفارة الأمريكية في صنعاء أمس بنقل السلطة من الرئيس اليمني علي صالح تنفيذا لدعوة أطلقها للرئيس الأمريكي باراك أوباما، ونددت بقتل متظاهرين في مدينة تعز جنوب صنعاء. وقالت السفارة في بيان عبر موقعها الإلكتروني، «نشدد على دعوة الرئيس أوباما الأخيرة للرئيس صالح»، لتنفيذ التزامه بنقل السلطة فورا «ونؤكد على أن السبيل للمضي قدما لا يأتي من خلال العنف». وطالبت السفارة الفرقاء السياسيين «ينبغي على الأطراف العمل معا ومع الشباب، الذين يمثلون مستقبل اليمن، لبناء دولة أكثر سلما وازدهارا وأمنا». وقالت «ندين الهجوم غير المبرر على المتظاهرين سلميا في مدينة تعز» البارحة، «والذي خلف العديد من القتلى والجرحى من المتظاهرين».