واصل محتجون على نظام الرئيس اليمني، علي عبد الله صالح، الأحد، اعتصامهم في الساحة التي أطلقوا عليها اسم "ساحة التغيير" بدلاً من "ميدان التحرير" الاسم الحالي للميدان، بينما قرر تكتل "المشترك" الذي يمثل تحالف قوى المعارضة تنظيم مسيرات الثلاثاء، ليكون أول تحرك رسمي للمعارضة ضد صالح في الشارع. وقبل دعوة المعارضة، شهدت اليمن لقاء قبلياً ضم قيادات لقبيلتي حاشد وباكيل، جرى خلاله الإعلان عن دعم مطالب المعارضة، والموافقة على إرسال عناصر للمشاركة في المظاهرات. وامتدت الاعتصامات إلى المنطقة الواقعة أمام جامعة صنعاء بالعاصمة اليمنية، في الوقت الذي شهدت فيه تركيبة المتظاهرين ظهوراً نسائياً، ومكبرات للصوت تطلق أناشيد حماسية، وشعارات تحريضية للجيش اليمني للانضمام إلى المتظاهرين. وفي الساحة التي يعتصم فيها آلاف من المطالبين برحيل صالح، لوحظ تزايداً في عدد الخيام، وحضوراً نسبياً للنساء، فيما علقت شعارات كتب عليها " يا جندينا خليك معنا، وراتبك اليوم من 20000 إلى 30000 ريال، وغداً يصل إلى 60000 ريال" ( الدولار الواحد يساوي 214 ريال يمني). وكان الرئيس اليمني هاجم، مساء السبت، قوى المعارضة في الداخل والخارج ودعاة الانفصال والمتمردين الحوثيين، ومن استقالوا من حزب المؤتمر الحاكم على السواء، مشيراً إلى وجود محطتين للتآمر في بلاده الأولى، تسعى الأولى نحو فصل الجنوب عن شماله وإظهار العلم الشطري، والمحطة الأخرى هي علم الإمامة (السيف والخمسة نجوم) وهو جاهز لإبرازه في المحافظات الشمالية، حسب قوله. وعلق صالح خلال لقاء عقده مع قادة القوات المسلحة غداة مواجهات جرت في عدن راح ضحيتها أربعة أشخاص وأصيب 40 آخرين بالقول: "هم الآن يدمرون كل شيء جميل في عدن، لا شيء إلا الأنانية وعقد من مخلفات الاستعمار"، واصفا إياهم بأنهم "قلة مأجورين." وزاد صالح : "الوطن في أمان طالما انه في أيدي الأبطال الذين سيدافعون عن وحدته رغم التآمر على وحدة البلاد." ومع تواصل الاعتصامات والاحتجاجات منذ نهاية (يناير) والتي راح ضحيتها 17 قتيل حتى الآن، برز إلى سطح الأزمة جدل بين عدد من مشايخ حاشد التي يتزعمها أبناء الأحمر وعدد من مشايخ بكيل بزعامة الشيخ عبد العزيز الشايف، وذلك على إثر تصريحات مفادها أن مشايخ بكيل انضمت إلى مشايخ حاشد لمواجهة نظام الرئيس صالح. ويشار إلى أن كافة القبائل في شمال اليمن تندرج ضمن مظلة قبلية طرفاها قبيلتا حاشد وبكيل أكبر قبلتين في اليمن. رسمياً، طالب المجلس المحلي بأمانة العاصمة اليمنية، المؤتمر الشعبي العام وأحزاب اللقاء المشترك والمواطنين برفع المخيمات من ساحات "ميدان التحرير" وجامعة صنعاء والشوارع المحيطة بها وعدم استخدام الساحات الأكاديمية والتعليمية لتصفية الحسابات الحزبية الضيقة، حسب وكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ". 5