فجر بلادي اليوم حزين على رحيل حارس الملوك ذو الملامح الصارمة، أحد رموز الشجاعة التي انحنت لها أبيات الشعراء، ترثيه المراثي و يقف التاريخ اجلالًا لها، الإبن البار و الحارس الشخصي لخادم الحرمين الشريفين، اللواء عبدالعزيز الفغم رحمة الله عليه. يعجز قلمي و تحتار الكلمات في وصف هذا البطل الذي سطر بكبرياء ملامحه و سرعة بديهته تاريخًا جديدًا حافلًا بإنجازات بطلٍ غير مسبوقة، كَتَب بحروفٍ من ذهب عنوانًا خالدًا لملحمة الأبطال في تاريخ المملكة.. بطل لن يجود الزمان بمثله، شجاع، مقدام، ذكي و لماح، ذاع صيته و أسر قلوبنا منذ أن كان الحارس الشخصي لملك القلوب، عبدالله ابن عبدالعزيز رحمه الله و أسكنه الفردوس الأعلى. لا يوجد هناك أمر أصعب من أن نسمع خبر وفاة من أحببناهم، فيكون الخبر بمثابة صاعقة تؤثر في حياتنا ولا نستطيع أن نعود كما كنا من قبل، نعلم بأن الموت حق على كل إنسان في الحياة إلّا أنّه مفجع و ألمه لا يمحى مع الزمن، ولا يبقى لدينا إلّا ذكرياتهم الخالدة و دعاء لهم في قبورهم بالرحمة. عبدالعزيز الفغم.. لك من جميع من وقف على أرجل الخطيئة نياشين السلام، المحبة، الصدق، الطهر و الوفاء، و ستبقى عظيمًا اغتاله الموت في غلس الشباب، تبقى ذكراه زمناً بعد صاحبها و صاحب الذكرى تحت الأرض مدفون. سألتك يا الله.. يا واسع الفرج.. يا عالٍ بلا درج.. يا من شققت البحر لموسى حتى خرج.. أن تغفر له و ترحمه، و تنزله منزلة الشهداء، الأتقياء الأبرار، و تسكنه الفردوس الأعلى مع كل من شهد لك بالوحدانية و لنبيك بالرسالة.. و أن تغسله بماء الثلج و البرد، و تنقه من ذنوبه و الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، و أن تجبر كسر أهله فيه و تلهم ذويه الصبر و السلوان. سيبكيك شعبًا قد حَرَست ملوكه.. و زرعت روحك حولهم أسوارًا.. و نقشت ذكرك في الشجاعة مثلما.. نقش الزمان بأرضنا احرارًا.. ستظل رغم الموت فينا فارسًا.. ان الحياة تخلد الأبرارا.