في عصر التقنيات يحمل لنا الفضاء الكوني مساحات كبيرة لنلتقي ونعقد صداقات, ونتبادل الثقافات, ونرتبط بعلاقات جيدة مع بعض الكائنات المتعلقة في هذه التطبيقات, ونتفاجأ بعد فترة بسقوط الأقنعة عن بعض الوجوه, وتتعرى سماتهم بجلاء ووضوح. فمنذ انطلاق عاصفة الحزم، بدأتْ إحدى الصديقات تنبح بشكل مقزّز، وفتحتْ جبهةً في تويتر لتوهم البسطاء باعتداء التحالف العربي على اليمن، وتبعها المغفلون والحاقدون، وكنا نقول بثقة مطلقة بأن سلاح التحالف ليس مسلطا عليهم, بل حربا ضروسا على الحوثي الإيراني الذي يريد أن يعطي المجوس فرصة للتمدد في البلاد العربية الأبية. ولكنها بكل صفاقة لا تريد أن تسمع وتقتنع، وبعد مقتل (عفاش) سقطت بعض الأقنعة وتكشفت سوأت بعضها الآخر فاستمرت تنبح بطريقة أخرى باهظة التكلفة، وعندما أعلن ترامب نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس كثر النباح وازداد (الهياط) وتعمدت رمي التهم على قادة الخليج وشعوبه بلا مبررات سوى الشماعة التي يعلقون عليها خيبتها وخيبتهم. لقد تعودنا في مثل هذه المواقف على أصوات النابحين واتهامهم لدول الخليج بالخيانة والعمالة، ونحن بكل شموخنا واعتزازنا بقادتنا نقول لهم أيها النابحون إن بلادنا الخليجية التي استمرت محافظة على دعمها لكل الأشقاء العرب لم ولن تتغير مواقفها الثابتة من قضية فلسطين، على الرغم من كل الخيانات والمراوغات والمزايدات التي يمارسها بعضكم وهم مكشوفون للرأي العام العربي، والعالمي. وندرك جيدا أن بلداننا تبذل الغالي والنفيس من أجل أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، ويكفي شرفاً أن الشعوب الخليجية تعرف جيدا ما تقدمه بلدانهم من أجل القضايا المصيرية المشتركة، وراضين كل الرضا عن دعم بلدانهم للأشقاء العرب، في كل مكان, وتحت أي ظرف. ونعلم جيدًا أن المخلصين من الأشقاء العرب يعرفون ذلك ويشهدون به، فنأمل من المزايدين أن يكفوا عن نباحهم، فلن يزيدنا ذلك إلا تماسكا وقوة في وجه من يعادينا حقدا وحسدا, ولدينا من القوة ما ندفع به عدونا, ولابد أن نتعاون للقضاء على مثل هؤلاء الشراذم الذين ينهشون في جسد العروبة من أجل وحدة عربية نقية خالصة خالية من مثل هؤلاء المرتزقة يكفي تشرذما وتفككا، وخلق عداوات بلا مبررات.