هذه الفئة لديها متلازمة الحروب فهي لا تظهر إلا عند نشوب حرب أو حدوث أزمة بشرط أن تكون السعودية طرفاً فيها، فتراهم يخرجون من أجداثهم المملوءة حقداً لينفثوا سمومهم عبر وسائل الإعلام المختلفة. إنها فئة النابحون في الأرض. ومن يتذكر منكم حرب الخليج سيجد أن هذه الكائنات كانت حاضرة بنعيقها البائس تردد نفس المفردات التي نسمعها اليوم وتتشدق بنفس المصطلحات ليس لديها هدف ولا غاية إلا مهاجمة المملكة والتشكيك في قدراتها والمزايدة على مبادئها. وفي الحقيقة، فإنه لم يعد أحد يستمع لمثل هؤلاء المستعربين والمزايدين فقد أصبحوا كمهرجي السيرك، يتحلق الناس حولهم من أجل الفرجة والاستمتاع فقط، ثم ينصرفون عنهم غير عابئين بما قالوا، ليصبحوا مجرد شخوص بلهاء يتخذ منها الناس وسيلة للسخرية والتندر، وليس لهم بعد انصراف الناس عنهم إلا العودة إلى مساحيقهم النتنة ليلعقوا منها خيبتهم مرة بعد أخرى. لقد أتت عاصفة الحزم لتحرق حناجرهم الموبوءة لتصبح أصواتهم جوفاء كأصوات الطبول الفارغة، ولقد رأيت أحدهم ذات مساء وهو يصرخ عبر إحدى المنصات الإعلامية حتى إنني ظننت أنه سيفقد حباله الصوتية إلى الأبد، يلوك كلمات بالية ويجتر جملا حاقدة تفوح منها مفردات العنصرية البغيضة، يعتدي على الحقائق التاريخية ويتجاوز المسلمات الدينية في وقاحة عجيبة. وحيث إن الصراخ على قدر الألم، فإننا ما زلنا نلاحظ أنه كلما حققت السياسة السعودية النجاح تلو النجاح واستمرت عاصفة الحزم في دك معاقل أذناب المجوس ارتفع صراخ هؤلاء وتعالى طنين كلماتهم البذيئة، وقديما كانت العرب تستدل على قدوم الذئاب عن طريق نباح الكلاب، فالنباح المستمر والمتواصل من قبل كلاب الحي يعطي دلالة واضحة على أن الذئاب قادمة وهذا يماثل حال نابحي القنوات الفضائية اليوم، وخصوصًا بعد انطلاق عاصفة الحزم، ونحن لا نملك إلا أن نقول لهؤلاء ولمن وراءهم: "استمروا في نباحكم، فالذئاب قادمة لا محالة". رابط الخبر بصحيفة الوئام: النابحون في الأرض