الاستدلال بعلاقة الرطب بالصيف ليس دليلًا مؤكدًا ينفي به البعض أن ميلاد المسيح عليه السلام ليس في فصل الشتاء ، ولأن احتفال المسيحيين وتقويمهم الميلادي يبدأ بفصل الشتاء ،والنخل لا يثمر الا بالصيف ... حيث أمر الله مريم أن تهز بجذع النخلة وقد ولدت بنبي الله ورسوله عيسى ابن مريم ... لماذا لم يتبادر لأذهان من جزموا دون دليل أنها ولدت بالصيف ، مرتهنين لحقائق علميَّة مجردة ، فيما منهم من يرى اخضاع ما يجهله الناس إلى العلم التجريبي يتنافى مع قدرة الله ، في حين غفلوا عن أن السيدة مريم عليها السلام وهبها الله فاكهة ورزقًا وسألها ذووها عن مصدره ،وحملت بعيسى عليه السلام بقدرة الله ومشيئته دون أب . وكذلك بالنسبة للرطب وفي الشتاء أوجد في النخلة رطبًا معجزة ، ولذلك قال تعالي :" وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا....الآية " ... وغالبًا يبدأ ثمر النخل بالبلح ثم يجنى ومنه ما يبقى بعذوقه لفترة إلى أن يتحول إلى رطب ، ومنهم من يتعجَّل وبطرق عدة يتحول البلح بعد جنيه إلى رطب .. والمعجزة تمثلت أيضًا ان تهز بجذع النخلة ؛ وهنا لنا أن نتساءل : "هل بمقدور فردٍ واحدٍ أن يهز َّبجذع نخلة ناهيك عن امرأة نفاسًا ؟ فذلك من كرم الله عليها ومعجزة إلهية منحها قوةً ، و بالشتاء تساقط نخلة رطبًا بالتحديد ؛ لما يحتويه من فوائد غذائية لامرأة نفاس ، وأمره تعالى لها بهز جذع النخلة مع أننا نسلم قطعًا أن يساقطه سبحانه دون أن تهز بجذع النخلة لكن ذلك توجيهًا ربَّانيًّا وتشريعًا إلهيًّا بوجوب السعي للرزق . لذلك من يقول أنها ولدت بالصيف والاستدلال بالرُّطب ؛ هذا محض مكايدة دون معرفة يقينية بدليل شرعي أنها ولدت بالصيف ،ولا يحتاج الأمر لدحض ما ابتدعه المسيحيون من طقوس وممارسات ، بالتوقف عند تاريخ ميلاد نبي الله عيسى عليه السلام فقط والاتيان بدلائل علمية مجردة ، وإغفال قدرة الله ومشيئته ! . فلا أحد سيجادل في معجزات الله وخلق عيسى عليه السلام أكبر المعجزات ، قال تعالى : " بديع السموات والأرض وإذا قضى أمرًا فإنما يقول له كن فيكون " .