مرثية في الشهيد بإذن الله يحيى ابوجبل رحمه الله . . لبى اتصالاً في نداءِ الواجبِ نحو الفضيلةِ دون أَيِّ مراتبِ لم يعتذر بل قال هُبُّوا صَوْبَهُمْ فاللهُ خيرٌ حافِظاً للكاسبِ كم حاجةٍ تُرجى ونحن سبيلها إذ لم يُزَكِّي حُجَّةً للغائبِ فمضى ولم يرجع ونال مُرادَهُ نعم الشهادة في القضاءِ النائبِ ستظلُّ يا يحيى ضياءً أَشرقتْ طوبى أبا جبلٍ أَنَرتَ كواكبي علمتنا معنى الفداءِ بطولةً فلأنت أَروعُ غايةً للطالبِ علمتنا كيف الوفاءُ يكون من شخصٍ أَجَابَ ولم يُنِخْ للسائبِ لهفي عليكَ فأنت روعةُ خافقٍ تنسابُ إشراقاً لكل نوائبِ أبحرتَ في موجِ الشدائدِ لم تكن إلا رياحاً في شموخِ الساكبِ وتظلُّ آمالَ التَّطَلُّعِ للعُلا في كلِ أَمرٍ يَسْتَحِثُ مآربي فَحَصَدتَ يا فخرَ الكِرَامِ شهادةً طوبى لآلِكَ مَنْهَلاً مِن وَاهِبِ فاللهُ أسألُ أن نراكَ بجنةٍ فيها اللقاءُ يَضُمُّ خيرَ أقاربِ فامنن عليهِ يارحيمُ برحمةٍ واجعله من أهلِ النعيمِ الواصبِ بُشرى لِمن لبَّى النداءَ مكرماً لينال في دنياهُ فضلَ الغالبِ