تبقى شخصية الشريف الأمير القاسم بن علي الذروي إحدى الشخصيات التاريخية التي تحتاج كثيرا من البحث والتقصي ؛ خاصة قضية سجنه وطريقة خروجه. ..فتواريخ مكة أوردت أبيات نسبتها لعفيف الدين عبدالله المنصور بن القاسم بن علي الذروي وعدوها سبب سجنه ؛ الأبيات على نفس روي وبحر قصيدة القاسم التى ذكرها ابن أبي الرجال. . وعدها سبب خروجه من أسره ، وساق قصة تعجيز المظفر للشريف محمد سعيد ابونمي حيث أراد فدية الشريف القاسم بن علي الذروي،بتحديه بأنه لا يطلقه من أسره حتى يلتئم الصدع الذي بين الجبلين. . ويقال أن سارية تغشت الجبل فأصبح كأن الصدع غير موجود. .واستدل ابن أبي الرجال ببيت من القصيدة : رب صدع كان اعيا شعبه. . ادركته رحمة فانشعبا. . ولكن الباحث يأخذ بما يقبله المنطق والعقل ؛ خاصة عندما يضع نصب عينيه الادلوجية الفكرية التي تسيطر على توجهات ذلك العصر ، فالكرامة مقبولة ولكن بما يدعمها. والذي لاحظناه ؛ أن قضية الكرامات في ذلك العصر تتوارد على ألسنة المورخين بكثرة وتخصص بآل البيت ، وهنا يأتي تحفظنا في عدم قبولها،لأن ال البيت ليسوا خلاصة منتقاة دون العالمين ، هم بشر متساوون مع المسلمين وقربهم من النبي صلى الله عليه وسلم ،لا يخرج بهم عن بشريتهم فالنبوة لاتورث. . ومن خلال هذا الهاجس الذي ولده عندي منطقية البحث المتجرد والمتزن ، توصلت إلى ثلاثة أبيات تقترب من الحقيقة ؛ كانت سبباً مباشراً في إطلاق القاسم من أسره هي: ألا هل لما قد حل بي من اسا حد. وهل في ضبا عزمي إذا احتجتها حد. وهل عاد قومي يفهمون اشارتي كما كنت فيهم أم هم للبلى بد بلا أنا يادهر الذي قد عرفتي رفيع العلى من بعض اعبدي المجد هذه الأبيات رواية عن الوشلي أخذها عن شيخه علي الأهدل.هناك ثمة علاقة بين الرواية. فابن أبي الرجال يذكر أن المظفر بعد إطلاقه للذروي تبين له أن ضبابا تغشى الصدع ؛ فأ لح في طلب الذروي .الذي غير حوافر فرسه عكسية كأنه داخل لا خارج ؛ فالرواية تذكر نفس تفاصيل القصة في تغيير حوافر الفرس ؛ وتذكر أن حارس السجن سمع منه الثلاثة الأبيات فرق لحاله وساعده على الخروج من سجنه . واستنتج أنا قصيدة الذروي المتداولة قالها بعد خروجه من السجن وأثناء تخفيه قبل وصوله إلى صبيا وأرجح أن الأبيات الثلاثة هي سبب إطلاقه،واطمئن إلى حد ما للرواية التى تذكر أن القاسم بقي زمنا في تشعر في بلدة صغيرة تقع بين قريتي الحضرور والحجفار تسمى بالواسط ،وفيها قبر حفيده الشيخ طاهر بن حمد جد قبيلة الصملة ، هذه تداعيات مختصرة قد تفند بدقة إن شاء الله ... وكتبه الراجي عفو ربه. . عبده بن يحي بن حسن آل حسن الصميلي. . في 4/7/1437 هجرية