لقيت صبيان تمهزوا بفاطري يقولون له فاطر وراعيك شايب كم علقت بالدو من قش بكره وكم جاب شيبي من صبي وشايب كم شايب ما عاشوا الا بضفه وكم من صبي ما يسر القرايب حشاش لا حشوا ورواي لا ارتووا وغزاي وان دنوا صلاب الركايب انا ابن مرداس الذي يعرفونني نهار نور الشمس بالغبو غايب الى تل خيال جذت به خيالته أردها له والسبايا حطايب على شهود ربعي والسبايا وصارمي وشلفاً تلظى من أخلاف الكتايب نسب الشاعر وعصره: هو شايع بن مرداس بن رمال من قبيلة شمر ويلقب بالامسح أي ممسوح العين حيث تذكر الروايات أنه ولد ولا يبصر إلا بعين واحدة فقط،وقد كان فارسا جوادا ذا مروءة عاش منتصف القرن الحادي عشر الهجري ومطلع القرن الثاني عشر الهجري ، وقد عاصر سعدون بن محمد أل غرير والذي كان يلقب (محير البيض) ويذكر ذلك شايع في الأبيات التالية: وانا فوق قباً يوم أحلي وصوفها ريمية وان ذيرت من خمايل فرس من حمى بيض الحباري عن الملا شيخ تخاضع له شيوخ القبايل وسعدون تولى إمارة هجر في 1103ه وتوفي عام 1135ه وتذكر الروايات قصة أسر شايع من طرف سعدون وبقائه تسع سنين في الأسر حتى تمكن عمير ابن شايع من اختطاف احد أبناء سعدون ومقايضته بوالده. كما يحفظ الرواة قصيدة لشايع تدل على انه خاض مع قبيلته معركة ضد الشريف محمد الحارث وقد جاء عند ابن بشر عن أحداث 1056ه "وفيها ظهر محمد الحارث الشريف على نجد" وذكره في عام 1066ه "سار الشريف محمد الحارث الى نجد ونازل عربان آل مغيرة على عقرباء" وفي عام 1088ه "ظهر محمد الحارث إلى نجد وقتل غانم ابن جاسر شيخ الفضول..ثم يذكر أنه وقع مناخ الضلفعة بين محمد الحارث والظفير بناحية القصيم فاصطلحوا وأنزلهم جبل سلمى" والأرجح عندي أن تكون هذه السنة 1088ه هي التي خاض فيها شايع الامسح مع قبيلته معركة ضد محمد الحارث لدلالة النص على جبل سلمى الذي وصل إليه الحارث وهو من ديار شمر. تصحيح : يخطئ بعض الرواة في نسبة إحدى القصائد إلى شايع الامسح وقد ذكرها منديل الفهيد (رحمه الله) في كتابه من آدابنا الشعبية منسوبة لشايع ومنها قوله: ذبحت عدواني واطفيت نارهم والدم من ضرب المهند سال وزبنت من كان الصهيبي مقرهم عمى عين من خلى الطريق وعال معشي الخطار في ليلة الدجى ان جوه جوعا والركاب هزال سعد زعيم للسواعد هل الوفا يفخر بها اجيال وراها اجيال جاد وعطاني من جواده سلالة ايضا من الغيد الرواس جلال ارخص بهيقا هي وحير ابن مفلح من الغرس مزوي عليه ظلال وانا شف بالي غلمة أعتزي بهم ان قيل حماي الجراير صال شتوا بخد الحزل ايضا وربعوا والريم عنهم عن مربه جال من ظل مشموخ البنا قصر مارد من الخوف ما دبت عليه نمال ان كان به جار عزيز مدلل فجار ابن حتروش ربى بدلال سقى الله دار قد سكنها العتيبي سقاها من النو الثقيل خيال ولي بين اجا هو وأم سنمان عندل لها القلب عن كل الخلايق مال الحي لابده على الحي عايد الى سقط حمل عليه وزال ويوجد نص نفيس في كتاب الأصول الذي كتب عام 1269ه بتكليف من (عباس باشا الأول بن طوسون) وهذا النص يؤكد أن القصيدة لفوازبن رمال ويوضح قصة الأبيات حيث جاء فيه "أفاد عبيد بن رشيد، وطلال بن رمال، وعبدالعزيز الشويعر، وصالح أخوه، في مجلس الشيوخ في حايل أن أصل شياعة (عبية شرايد أمه)لابن حتروش من(عتيبه) من (الاساعدة) وكانت العبية التي عنده تسمى (ام توادي)، وان فواز بن رمال جاور شيخ السردية ومعه فرس كحيلة عجوز تدعى الشهيلة وذات يوم ابصر السردية حمير وحش فركبوا خيلهم في طلبها ومعهم فواز الذي سبقهم على فرسه(الشهيلة) وعقر ثلاثة من الحمير الوحشية بالشبرية فطلبها السردية منه فأظهر الموافقة على إعطائها ولما جن الليل هرب من السردية ، وجاور ابن حتروش وكان نازلاً في عروق النفود في ارض بقعاء وكان من عادة فواز ابن رمال الحضور الى جاره ابن حتروش في الصباح لشرب القهوة وفي إحدى الليالي حيفت فرسه (الشهيلة) فلم يحضر في الصباح كعادته فأرسل اليه فعلم ان الفرس اخذت أول الليل ولما عاتبه على عدم إخباره ذلك الحين لكي يطلبها أجاب فواز :ما اعرف فرس تلحقها،فدعا ابن حتروش ابنه،وأمره بأن يركب (ام التوادي) الصغيرة ويسير في أثر الفرس، فركب ضحى وسار وارتحل ابن حتروش ومعه فواز من المنزل إلى مكان آخر وعند العصر حضر ولد ابن حتروش على الفرس (ام التوادي الصغيرة) وليست (الشهيلة) معه،فأعاد ابن رمال قوله ان الشهيلة ما تلحق، ولما اقبلت (ام التوادي)الصغيرة على أمها وأخواتها جعلت (ترهم) فقال ابن حتروش الفرس متنومسه،فلما حضر الابن سزله أبوه عن الشهيلة فقال انها تعبت وربطتها في مربطها الذي سرقت منه البارحة ورأس السارق معلق في معرفتها فأدركوها بماء فذهبوا وأتوا بها ولا يزال الموضع معروف باسم (مربط الفرس) عند عربان نجد، وقال فواز بن رمال قصيدة يمدح بها جاره ابن حتروش منها: ان كان بالجيران جار مدلل فجار ابن حتروش ربى بدلال ويعتبر هذا النص وثيقة وحجة قوية في إثبات القصيدة لفواز بن رمال وأعتقد ان عصره سابق لعصر شايع الامسح أي في مطلع القرن العاشر الهجري حيث كان للسردية حضور قوي في شمال الجزيرة العربية ذلك الوقت والوثيقة تثبت قصة فواز مع السردية وسعد بن حتروش .