فجع الوطن الغالي قبل فاجعة جازان بفاجعة مدرسة مكة التي أودت ب 14طالبة ، والأسباب تجمع الفواجع كلها ، ونحن وإن لم تجمعنا المجالس يضمنا وطن واحد يتداعى بالألم عند كل جرح أو مأساة تلم بهذا الوطن الغالي ، والأسباب الظاهرة تكمن في تنفيذ كثير من المشاريع الحكومية وترسيتها عبر نظام مناقصات ، فأصبحت مصادر رزق عندبعضهم على حساب الوطن والمواطن ،إن ترسية الكثير من المشاريع وتلزيمها لا تتم الا وقد استقطع عديمو الضمائر ، ممن رست عليه ، وبدوره يبيعها لمقاول أو شركة أو مؤسسة من الباطن لمن حلّ ثانيًا ، و بعلم المسؤولين ،وأصبحت تجارة . على سبيل المثال لا الحصر ، أحد المسؤولين تقدم بطلب التقاعد المبكّر بعد نجاحه في ترسية مشروع عبر مناقصة لإتمام اعمال كهربائية لإحدى المدارس ، ولإيجاد الحلول لابد من إنشاء مؤسسة ترتبط مباشرة بمجلس الوزراء مهمتها أن تشرع فورا بتقييم مشاريع المباني القائمة وتحت التشييد ،خاصة الجامعات والمستشفيات والمدارس وغيرها ؛ ضمانا لعدم وقوع فجيعة مستقبلية ، وأن يسأل المقصر والمزوّر لحقائق الواقع ان وجد ما يتناقض مع المدوّن على الاوراق وتقارير البناء ، فالمداهنة بين مسلّم المشروع والمستلم وستجدون ما لا تتصورون ؛ فقد ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون والعياذ بالله . الا يعلم هؤلاء ؛ بأنه لا تزل قدم مسلم حتى يسأل "عن ماله من أين اكتسبه وفيما انفقه" فليبادر أمثال هولاء بمحاسبة انفسهم والتوبة وإعادة ما ليس من حقوقهم وليطهروا انفسهم ، فقدخانوا اوطانهم ومجتمعاتهم . الواقع مؤلم ، والدولة مخلصة ولم تقصّر ، تنفق المليارات لتشيد صروحا بأرقى المواصفات والمقاييس ،ولكن توجد "جِمالٌ تأكل من فوق الفِدامة "*لتكن المؤسسة التي اقرحتُها مستأصلة للمرض المزمن ومكافحة لهذا الفيروس مستقبلا .