عندما يكون الواقع أصعب مما تتخيل ؛ هنا تكون الصدمة ، كثيرا ما سمعت عما يعانيه كثير من المرضى الذين يعيشون بظروف مأساوية ولا يجدون من يهتم بهم في مستشفيات الموت ، وحقيقة أن الرؤية أصعب من السمع , فلقد صدق المثل القديم " الداخل فيها مفقود والخارج منها مولود" ، وما أصعبها لحظات حزينة تمر بنا عندما نجد عزيزا تتملك الآلام ؛ عيونه تترقرق فيها الدموع وصرخة استغاثة من اوجاع تعتصره ؛ والأصعب منها ان تسارع بالمريض لمن بيده الأمر وتنصدم بالفاجعة الكبرى, مستشفيات جدرانها تستغيث مع المرضى بصرخاتها لعلها تجد من يسمع النداء ؛ وبنداء مرتفع " أيها المرضى عذرا ليس لدي لكم غير الدُعاء . مستشفيات للعلاج بلا دواء, بلا أجهزة ,بلا غرف للمرضى ، أطباء يبحثون عن سرير في الغرف لمريض يصارع الموت وهم عاجزون عن الاستجابة ؛ يبحثون عن غرف للعناية المركزة لإنقاذه ولكن من يسمع الصرخات ومن سيستجيب الى النداء فالجدران سميكة ، والأسوار عالية ,والأذان أصابها الصمم ,,,والبعض في حالة استياء من واقع لا يجد من يهب الى التغيير ,, والبعض لا يملك . ومن هنا أوجه السؤال أين انت من مستشفيات الغلابى يا وزير الصحة ؟ نسمع كثيرا عن تجديد وشكر وثناء فى التلفاز لوزارة الصحة ولكن من المؤلم أن نسمع ولا نرى فالواقع ليس هو ما نسمعه .سؤال يراودني ماذا بعد ان يذهب مريض يصارع الموت لمستشفى يطلب قبوله لديها فترده الإدارة لعدم وجود أسرة أو غرف للمرضى شاغرة ما ذا بعد ان يطلب الأطباء من الوزارة تجديد اجهزة القلب واجهزة التنفس والوزارة لا تحرك ساكنا بل لا تحاول أن تصغي ، ماذا بعد ، فالأكباء ليس بأيديهم سوى الدعاء لمريض بالشفاء فهو لم يجد الاجابة والدواء التي يستطيع بها التخفيف عن مريض يتألم . ماذا بعد حين لا يجد "الغلابى ، مكانا في مستشفيات يُقال أنها شيدت للشعب ولمريض بسيط ليس بيده الآلاف لدخول مستشفى الأثرياء من مستشفيات مصر الجديدة والمهندسين والتجمع الخامس ، والكثيرون أضحوا يعدون الطب مهنة "بيزنس " وليس مهنة إنسانية ؛ ماذا بعد ان نسمع عن إقامة عاصمة ادارية سوف تتكلف المليارات والمرضى بالمئات ينتظرون الدور لكي يلتحقوا بغرفة وقد يسبقهم الموت يعلى يد أطباء على ابواب المستشفيات ؛ أليس من الأفضل بناء "عاصمة شفاء" بمستشفيات تستوعب عددا أعدادا كثيرة من الغلابى والمعدمين المستحقين للمساعدة دون محسوبية ؟؟؟ اتمنى على المسؤولين أن ينظروا لحال المرضى من "الغلابى والمساكين وذوي الاحتياجات الخاصة ، من أصحاب الأمراض المزمنة ، ويقومون بزيارات استقصائية للمستشفيات ومراقبة التجديد ، وأن تنشط الجهات المسؤولة بوزراة الصحة ، بالتفتيش والمتابعة، والعمل على سد العجز في الدواء ، والمعدات الطبية ، وعدد الغرف والأسرة ,,,فهنالك مستشفيات بوشر فيها التجديد ولم يكتمل فتعطل العمل بسب عدم الرقابة من قِبل وزارة الصحة . وكم أتمنى ان تتم الاستجابة لصرخات مرض يتألمون ينتظرون أن تمتد إليهم يد العون ، فالطب لمساعدة البشر ومهنة إنسانية يجب معها ان يكون الطبيب انسانا قبل ان يكون موظفا فغالبية الشعب من " الغلابى ، ايها الوزراء وكفانا إهدارا لحقوقهم عليكم ، وكفى من النظرة المادية المحضة لدى بعض الأطباء ، فالأطباء المخلصين بيدهم نقل أنين المرضى وتوجعهم ، عندها يصح أن نقول عنهم أطباء .