من الصعب أن يترك الإنسان نفسه كريشة في مهب الريح ، أينما تأخذه الرياح يمضي ؛ إذ لابد من تخطيط لحياته يسير وفقه. برأيك ما هي السلبيات التي قد تنجم على سلوك الأولاد إن تركناهم من غير توجيه أو تخطيط في الإجازة ؟ إن قسماً كبيراً من المشاكل التي تحدث للشبان والفتيات تأتي في أوقات الإجازة ؛ لأن الإجازة بالإضافة إلى كونها تتيح فرصة كبيرة من الفراغ الذي قد يؤدي بالبعض إلى اتخاذ وسائل جديدة وربما سيئة لتمضية الوقت ، يُعتبر أيضاً مجالاً واسعاً لغياب الرقابة عليهم. ففي أوقات الدراسة تشكل المدرسة عامل رقابة جيد يمتد عدة ساعات من اليوم ، بالإضافة إلى ذلك اهتمام الأهل ومتابعة أعمال وإنجاز الأبناء وتحصيلهم العلمي ، أما الإجازة ، فإن فيها تغيب كامل لرقابة المدرسة ، كذلك فإن غياب التحصيل العملي ، يغيب معه مراقبة الأهل للأبناء ، مما ينشأ عنه وقت فراغ بدون رقابة. فإذا ما زاد عليها عدم التوجيه الصحيح لهم في الاستفادة من الوقت ، فإن رفاق السوء يتربصون بهم ، والأعمال والعادات السيئة كثيرة وفي متناول اليد. ويظهر أن صحبة السوء مزلق مفسد لكثير من الأبناء ، فكيف يمكن أن تجنب الأمهات بناتها أو أبناءها صحبة السوء التي تصبح خطرة خاصة في أوقات الفراغ والأجازات ؟ويأتي هنا في المرتبة الأولى الرقابة الدائمة للأبناء ، لذلك فمن الملاحظ دائماً أن زميل المدرسة هو نفسه صديق الإجازة ، بالإضافة إلى بعض الجيران والأقارب ، لذلك معرفتنا السابقة برفاق الأبناء تنذرنا برفاق الإجازة ، وحرصنا على رفاق الإجازة لأبنائنا تأتي استكمالاً لحرصنا على رفاق المدرسة . ومن هنا يبرز الحرص الشديد من قبل العائلة على مسألة رفاق الأبناء ، وأي استهتار أو تقاعس في هذه المهمة التربوية سيؤدي إلى انحرافات خطيرة وكبيرة تحدث في مجتمعاتنا بدون أن يعرف الآباء ، ليكتشفوا بعد فوات الأوان هذه الانحرافات التي ما كانت لتحدث لو أن الآباء شددوا على مسألة رفاق الأبناء. وقد تبين أن عددا كبيرا من الفتيات تفضل السفر في الإجازة وخاصة خارج المملكة ،لأن وسائل الإعلام المختلفة وخاصة الفضائيات ، بالإضافة إلى المجلات والإنترنت والوسائل الأخرى تؤدي إلى إظهار صورة السفر إلى الخارج على أنه الإجازة الحقيقة التي يمكن أن ينالها الشاب أو الفتاة بعد فترة الدراسة . والإعلانات عن مهرجانات التسوق في الأجازات ، وكذلك مهرجانات الصيف ومدن الألعاب تشكل عامل إغراء قوي للجميع. بالإضافة إلى ذلك فإن الأصدقاء والصديقات الذين سافروا خلال الإجازة إلى الخارج ؛ يعطون صورة إيجابية للعطلة في الخارج . ولكن حرص الآباء على تقديم صورة السياحة الداخلية الملتزمة بشكل إيجابي ، مع تقديم عروض أخرى كشراء الأغراض الشخصية والألعاب والألبسة من مدن المملكة ، فإن الأبناء سيحبون ذلك إن شاء الله ، وأيضاً يغلب على العديد من أولادنا النوم في النهار والسهر في الليل أيام الإجازة ، أذن كيف يمكن أن تُعالج هذه المشكلة ؟ وكما قلنا سابقاً فإن القدوة الحسنة يكتسبها الأبناء من الآباء والأمهات ، ولعل الأب الذي يعود أولاده على صلاة الفجر طوال العام الدراسي ، سيكون من الصعب على الابن نفسه أن يترك هذه الصلاة في أيام الإجازة ؛ بعض العادات الإيجابية التي نربيها في أولادنا وبناتنا ، وخاصة الإسلامية منها ، تنسجم مع الفطرة التي فطرنا الله عليها ، لذلك سيكون من الصعب على الأولاد أو البنات أيغيروها في أوقات الإجازة. وتأتي هنا دورات تحفيظ القرآن ، وزيارات صلة الرحم ، والنشاطات الرياضية والدورات العلمية والعملية ، عوامل إيجابية تساعد أبناءنا على قضاء إجازة مميزة ومفيدة. منسقة الجودة والمنسقة الاعلامية بابتدائية فرسان الثانية