الكثير منا ينتابه الخوف عندما يبدأ بالاقتراب من سن المعاش ، فرؤية المشاهد لمن حولنا ممن سبقونا وسماع بعض العبارات المغمورة بالائس والاحباط والاحزان ( اصبحنا كخيل الحكومة أي التي يجب التخلص منها عند كبرها ، متى وصل للستين يتملكه شعورا بأن العد التنازلي بدأ واصبح العمر يقترب من الخريف تاركا الربيع إلى ان يأتي الموت . هنا يراودني اسئلة كثيرة من المسئول عن هذا الشعور والإحساس هل المجتمع من حكومة ودوائر وظيفية المسئولة عن هذا بكلمات تقال في نهاية المدة شكرا انتهى دورك واعطي الدفة للغير.أما المتقاعد الذي يتملكه اليأس الى حد ان يشعر بانه توقف عن العطاء وانتهى المشوار به للنهاية فلا مزيد عنده من العطاء في أي مكان اخر حتى لو كان تخصصه السابق ويتوقف عنده التفكير ويستسلم لليأس وفي انتظار الموت . صدقا ايها البشر فنحن جميعا في جميع مراحل العمر في انتظار الموت فهو حقيقة وسبحانه وتعالى الأعلم بوقته ولحظاته للجميع وصدقا ان لكل اول له اخر إلا وجه تعالى ولو ايقن الجميع ذلك فلن يتملك اليائس من احد مهما وصل من العمر. يجب ان يعلم الجميع ان دورنا في الحياة لن ينتهى بانتهاء مرحلة في المجتمع فحياتنا مجموعة من مراحل العطاء وان لكل مرحلة جسر يؤدى بنا الي مرحلة اخرى تحتاج منا الكثير والكثير من العطاء فالحياة ما هي الا جسور تعبر بنا من مكان الى أخر في دار الفناء إلى ان نصل الى دار البقاء ولكل مرحلة دورها الذي تحيا له الأنفس و**اكرر تحيا بها الأنفس** و لكي يعلم الجميع ان لكل مرحلة عمر عطاء و حياة وربيع بالعمل والجد تتفتح به زهور لحظات هذا العمر لذا فيجب ان نمسح من اذهننا كلمة** شكرا لإنجازاتك **التي نقراها في شهادة التقدير اتي تمن علينا بها اي مصلحة حكومية او اي عمل وظيفي في نهاية المدة كنا نتفانا بالعمل بها . وهنا اسرع بالقول **قف ** فالإنجازات كثيرة لا تزال فيجب ان نعد انفسنا بعد انتهاء مرحلة التقاعد لعبور جسر اخرى لمرحلة اخرى اكثر عطاء وان نتوجه بكل طاقتنا وخبرتنا الي من بحاجة اليها ليستفيد بها ويفيد المجتمع وان نتحدى اليأس والاحباط وان نبتعد عن الهواجس التي توحي لنا بان الدور انتهى وان العطاء توقف وان الجواد دوره انتهى مع انتهاء مدة العمل فهذا الخطأ بعينه. ولو تمعنا قليلا فستجد ايها المتقاعد ان حياتنا جميعا مراحل . في بيتك مثلا فانت فيه لك الدور الأول يبدأ مرحلة شباب وزواج ثم انجاب وتربية لحين مرحلة زواج الاولاد وخروجهم من حياتك الى حياة هم اصحاب الدور الاول فيه ودورك يصبح ثانويا، وعلى الرغم من هذا فأنت تكون أسعد البشر عند زواج الأبناء فتلك هي الحياة ، لذا فلما الاحباط عند التقاعد فلتكن اسعد البشر بانتهاء مرحلة العمل الوظيفي والنظر الي المرحلة الافضل التي تضع بصمة خبرات سنوات العمر فيها بربيع بداية عمر جديد . 1