جاءت الأوامر الملكية بشأن تعيين عدد من الوزراء بمثابة ضخ دماء جديدة في جسد الدولة لتطوير اداء الوزارات بما يتناسب مع معطيات العصر ويواكب أداءه السريع , حيث من الملاحظ في الوزراء الجدد أنهم في أغلبهم من جيل الشباب وقادمين من خلفيات علمية وعملية ذات علاقة بالوزارات التي عينوا على رأسها . وعلى مسار تلك الخلفيات فإن السمة التي تميز حكومة خادم الحرمين الشريفين هي التكونقراطية المعتمدة على المهنية , في مؤشر على حرص الملك عبد الله بن عبد العزيز على تسريع عجلة التنمية المتسمة بالتوازن بين مناطق المملكة , والتي تصب بمجملها في خانة استحقاق المواطن . وانطلقا من حيثيات الاختيار فإن التعيينات الجديدة تعني في دلالاتها تكليفا لا تشريفا نظرا لعظم المسؤولية وحجم التطلعات , فالكل اليوم خاضع لمعايير الاصلاح الذي استهل خادم الحرمين الشريفين عهده به , وبات اليوم واقعا نلمسه جميعا من خلال تشكل مؤسسات الدولة وتشعب تخصصاتها , وعند هذه النقطة يبرز مرفق القضاء كشاهد على استراتيجية المأسسة التي تأخذ في الحسبان تعقيدات الواقع في ظل اقتصاد منفتح , ومجتمع تشكل فيه شريحة الشباب النسبة الاكبر , الامر الذي يفرض تحديات على صانع القرار في المملكة خاصة مع وصول طلائع برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي , فالوطن بانتظار وصول أكثر 200 الف عقل , مما يعني أن الاخفاق في احتوائها سيشكل كارثة وطنية . وفي قراءة متأنية للتشكيل الجديد فإننا نجده طال الوزارات المعنية بشكل مباشر بحياة المواطن اليومية , ومستواه الفكري بغية طويرها ورفع أدائها بما ينعكس ايجابيا عليه . واللافت في التشكيل الوزاري الموسع أنه يأتي بالتزامن مع بداية عام هجري جديد , والرسالة المراد ايصالها أننا على اتباع مرحلة جديدة وفصل جديد من فصول العمل المستند لمعايير المؤسساتية. وبرايي أن بأن التشكيل الوزاري يعد خطوة سياسية بامتياز من قبل الديوان الملكي فهو يأتي على بعد مسافة ايام من العام المالي الجديد وفي هذا التوقيت يكثر الحديث عن الميزانية وارقامها الضخمة , اذ تعلو في هذا التوقيت بعض الاصوات منتقدة اداء الوزارات ,ومطالبة بتحويل تلك الارقام الى واقع يلمسه المواطن . وبهذا التشكيل قطع الديوان الملكي الخط على تلك الاصوات وحال دون رفع مستوى الاحتقان الذي تسببه بعض المقالات الصحفية والتغريدات , وضمنا فإن ترجمة تلك الخطوة هي أن هناك تغيير فعلي على مسار التنمية وان المواطنيين سيلمسون مردودات هذه الميزانية واقعا معاش . 1