كثر الحديث واستطال اللغط حول اللبراليين السعوديين والليبرالية السعودية وكأنهم وكأنّها حقيقة وواقع ملموس لا يقبل الجدل, في حين تثبت الدراسة التحليلية العميقة والاستقصاء المنصف تظافر مدّعيّ الإنتماء والتصدّي في آن على اشغال الرأي العام بالترويج لمنتَج لم ير النور ولن يراه الا في اطار تشكيلة هلامية تستعصي على التثبت من حقيقة وجودها على أرض الواقع خارج نطاق خربشات الفريقين الورقية. إذ حرص مدّعوا الانتماء على التمحّك في شرف التهمة رغم البون الشاسع بين مدلول المصطلح والممارسة,فلا تراهم الا مناكفين املاءات الثوابت الدينية والاجتماعية في غياب فاضح للخلفية المؤهِلة لمواجهة مناهضي الفكر المزعوم,هنا يلتقط الفريق المقابل الخيط معوّلا على نقيصة عدم التسلّح بترسانة الخلفية الدينية والفقهية تحديدا,ناهيك عن استغلال الفزع الديني الاجتماعي من بعبع المساس بالثوابت لدى القطاع العريض من الدهماء,فلا يألو جهدا في العزف على وتر فوبيا الحوم حول حياض العقيدة والثوابت الراسخة في وجدان وضمير المجتمع!! بينما تقف العروس محل الجدل بشموخها ترفل في ثوب البراءة من توصيف الفريقين وفقا لحوَل كلٍيهما قصداً كان أو جهلا!! ثمّ ماذا عن رصيفتها ورفيقة دربها التي طالما حضرت _ مائدةً لفظية _ على الاقل وإن لم تكن في حسبان الفريق المناهض كلما خاض في أمر شناعة الايدلوجيا المستوحاة من قيم الغرب الكافر من وجهة نظره المقطوع بصوابها!!!. إنها العلمانية وفقا للتعريف السائد المحمّل بنصيبه من الفوبيا المشار اليها, وهي هنا (فصل الدين عن الدولة)!! فلو تأملنا المدلول هنا عبر اسقاطه على سلوك المجتمع فسوف نجد اكتمال حلقات الفصل بين الدين وبين الممارسة المفعّلة على أرض الواقع بعيدا عن المزاعم الورقية واخواتها القابلة للتهاوي امام أي حوار لا يحيد عن التمسّك بدحض الحجّة بالحجة استنادا الى ذات مصادر التشريع في الدين الاسلامي الحنيف. واذا ما سلمنا بكون السلطة برجالاتها لا تعدو أن تكون شريحة من شرائح المجتمع ففي ذلك مجامع الغنى عن الاطناب والتكرار. وما بين الغياب التام للبرالية وفقا لتوصيفها الأمثل والحضور الغير قادر على التواري عن عيون المراقب المنصف لرفبقة الدرب نثبت بما لا يدع مجالا للشك تفوّقنا في اقتناء الأسوأ!!