قال صلى الله عليه وسلم: "الصبر عند الصدمة الأولى" متفق عليه, ولقد علمَّنا ربنا ما يقال عند المصيبة وأخبرنا عن الأجر الكبير للصابرين: "وَلنبلونكم بشيءٍ من الخوف وِالجوعِ وَنقصٍ مِن الأَموالِ والأَنفسِ وِالثمراتِ وَبَشر الصابرِين* الذين إذا أَصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وِإِنا إليه راجعون* أولئك عليهم صلوات من ربهم وِرِحمَة وأولئك هم المهتدون" البقرة (155- 157) مازلت اشعر بحرقة عندما اذهب إلى ذلك المكان؛ حيث كان يتواجد في والدتي و والدي وأتذكر اهتمامهم بأبنائي عندما يلعبون هنا وهناك واتذكر حرصهما الشديد على العناية بأبنائي وأتذكر كيف كنا نجتمع ليلة العيد ونقوم بتقطيع اللحم وطبخه بمساعدة الوالدة عليها رحمة الله والوالد رحمه الله ينظر الينا و يهتم بالأولاد ومتابعتهم كنا نحرص على هذه اللمة كل عيد ولكن هذا العام أول عيد أضحى لم يكن أبي وأمي حاضرين وكان الحزن حاضرا عندما تواجدنا في المكان الذي كنا نحرص على الاجتماع فيه كل عيد ولكن كما قال الشاعر ابو الطيب المتنبي: عيدٌ.. بأي حال عدت يا عيد ***بما مضى أم لأمر فيك تجديد. أما الأحبة فالبيداء دونهم *** فليت دونك بيداً دونها بيد فالعيد فرح وسرور وابتسامات ولكن نحن لنا عيدين لم نفرح بهما ، ماتت أمي الغالية وجاء عيد الفطر 1435ه بدونها ، و مات ابي الغالي 1435ه ، فجاء عيد الأضحى بدونه ، فكيف السبيل إلى الفرح بعد هذا الحزن ؛ اللهم ابدل حزننا فرحا . كيفَ السبيلُ إلى الأفراحِ؟ بيت يزدادُ حزنا إذا ما أقبلَ العيدُ *** وكيفَ نعشقُ بعدَ اليومِ عيد وكيفَ تحلو لنا بعدُ الابتسامات. أشوف الناس يومَ العيدِ ضاحكة *** ونحنُ وإخوتي نبكى والدينا (تجري الدموعَ فى العيون رقراقةً ***و ترى الخدودِ وقد صارت أخاديدُ 1