كانت أيام العزاء أيام زمان .باليوم الثالث يتلو الحاضرون القرآن الكريم ومن يأتي للعزاء يتلو ن ما يقارب جزء ثم يختتم العزاء بتوزيع تمر أو الميسورين يعدون وجبة غداء ، وعن الأكل باليومين الأوليين فكانت ربات البيوت المجاورة كل تحضر معها ما تيسر لأهل الميبت للميسورين وغيرهم , و اليوم الثالث بوليمة يصنعها ذوو الميت ممن وسع الله عليهم بآخر يوم عزاء يسمونه " الثالث" وكان مفتوحا ياكل منه الفقراء والمساكين وابن السبيل , ويدعون فيه للميت , وبغير الميسورين تتضاعف نسبة الأكل من الجيران لبيت العزاء يأكل منه من حضر , وباليوم السابع بالنسبة للنساء او الشهر يوزعون تمرا بعد الختام بتلاوة جزء من القرآن . وكان البديل بعد أن قال من قال أن غداء اليوم " الثالث " حين يعده أهل الميت من الميسورين ، بدعة , وبعدها تحول مجلس العزاء لثلاثة ايام وكل يوم فيها يعتبر ( ثالث) فما أن تصل للعزاء بعد صلاة العِشاء تدعى إلى وليمة بل ولائم , وقبل أن يكون العزاء من بعد العصر الى العاشرة ليلا حيث اقتصر على العَشاء حالياً , كان الوقت مفتوحا غداء وعشاء , وعشرات من الصحون المليئة بالأرز واللحم والى جانبها المياه الغازية والمعدنية ، وفيهم من يزيد بقدور " المفحس" ومغاش " اللحم , والسلطات , والمرسة . واستبدل الآن بوجبة العشاء تجد فيها كل ما لذ وطاب , هذا طبعا بعزاء الميسورين وذوي الجاه , ويبقى الأطفال الصغار تائهين قد لا يتذكرهم أحد من مجلسي العزاء نساء ورجالا يتلظون جوعاً إلا من بطاطس مقلية وسواها وشيبسات من بوفيه أو بقالة , فأمسى الأطفال كنظرائهم من ابناء غير الميسورين بعزائهم . أما عزاء الفقراء وغيرهم من الفئات وكمثال من الواقع روت لي والدتي يحفظها الله حين عزاء أحد الفقراء , تقول : أن أهل البيت يتلفتون ، ينتظرون من يحضر لهم غداء ", لولا أن إحدى ربات البيوت من الجيران جاءت بغداء بعد العصر وأنقذت الموقف .. فما قالوا عن بدعة يوم الثالث وقراءة القرآن فيه واعداد وليمة يختتم بها العزاء ,أصبح كل يوم من أيام العزاء الثلاثة " ثالث" , واستبدل عن قراءة القرآن باليوم الثالث بمجالس للغيبة والأحاديث الدنيوية , ومتنفسا للتسلية و " دق حنك" , وبالولائم الفاخرة بكل يوم لبيوت عزاء الميسورين وذوي الجاه والمنصب واصبح كل يوم لديهم "ثالث" .. ولا عزاء للفقراء .