لن أشذ عن العرف حين أطبع كروت دعوة لحضور جلسات عزاء أحد الأقارب أو الأصدقاء !! فما الفرق بين كروت الفرح وكروت العزاء والمراسم في الحالين واحدة ؟! قبل فترة يسيرة .. حكى لي أحدهم أنه دخل مجلس احتفال بزواج ظناً منه أنه مجلس العزاء الذي يقصده .. وبعد أن قام بواجب التعزية !! أوضح له أحد الحضور أن مجلس العزاء في موقع آخر من القرية !! ترى .. ما الذي أوقع هذا الرجل في هذا الموقف المحرج ؟! لا شك أنه التشابه الكبير في طقوس المجلسين.. لما جاء نعي جعفر بن أبي طالب- رضي الله عنه دخل النبي صلى الله عليه وسلم على أهله فقال لهم :« اصْنَعُوا لآلِ جَعْفَر طَعَامًا فَإِنَّهُ قَدْ أَتَاهُمْ أَمْرٌ شَغَلَهُمْ» والمقصود هنا أن النبي صلى الله عليه وسلم سنّ سنّةَ صُنع الطعام لأهل الميت لأنهم مشغولون بما حزبهم من حزن وهمّ توسع الناس في زماننا في الأخذ بهذه السنة حتى حولوها إلى بدعة وصنعوا الولائم ومدوا السفر ووضعوا الفواكه والمشروبات أمام المعزين .. وأصبح العزاء مجلس أكل وشرب وضحك !! والمضحك المبكي في الأمر .. أنك حين تدخل مجلس العزاء لتقديم واجب التعزية لأهل الميت ثم تهمّ بالانصراف ، تجدهم يعزمون عليك .. بل ويحلفون .. ( تعشّ معنا ) !!! هل بعد هذا نستغرب الخطأ الذي أدخل ذاك المعزي لمجلس الفرح خالطاً بينه وبين مجلس العزاء ؟! ياعقلاء المنطقة .. وياعلماءها .. أدّوا واجب الإنكار لهذه البدعة المنتشرة .. فهي مع كونها بدعة ، فقد أثقلت كاهل الفقراء الذين لايجدون من ( يفزع ) لهم بعشاء لزوارهم ثقلاء الظل . ومضة / ذكروا عن أبناء الشيخ ابن عثيمين رحمه الله أنه أوصاهم بعدم استقبال المعزين في بيته ، واستقبال التعزية فيه في المسجد والسوق والعمل. 1