حضرت مساء البارحة حفل تكريم للخوارزميّة السعودية الصغيرة: شروق حمد المحنشي – بنت جازان- ذو (12) ربيعا, والتي حصلت على المركز الثاني عالميّاً, في مسابقة الرياضيات الذهنية - وللطفل المبدع حسام المحنشي - من ذوي الاحتياجات الخاصة - الحاصل على الميدالية الذهبية في السباحة على مستوى المملكة. أقام الحفل أعيان ومشايخ وأفراد قبيلة المحنشي بمنطقة جازان. وقد شرف الحفل مدير تعليم منطقة جازان: أ: محمد الحارثي, والملحق الثقافي بسفارة المملكة في اليمن الشقيق د: علي بن حسين الصميلي, ومدير الشؤون الإسلامية الأسبق: محمد بن منصور المدخلي, وشيخ قبيلة المحانشة الشيخ: محمد بن أحمد سعيد المحنشي, وجمع غفير من مثقفين وأدباء وشعراء من المنطقة وخارجها. وقد تم إهداء الطفلة (شروق) مبلغاً قدره (50) ألف ريال, وجوائز أخرى قيمة كثيرة. في لفتة أبوية, كريمة من أفراد القبيلة, ليست بمستغربة على رجال أكارم, أعادوا لنا ما افتقدناه منذ زمن, من لحمة أفراد القبيلة وحبهم لبعضهم البعض, تكريم الأسرة للخوارزمية والسبّاح له معانٍ جميلة ورسائل وجدانيّة رائعة, تبعث السعادة والمحبة في قلب من حضر ومن لم يحضر, وكأن رسائلهم تقول للحاضرين من جميع القبائل: ( نحن أفراد قبيلة المحانشة, كالجسد الواحد, في الأفراح نجتمع لنسعد, وفي الأحزان نجتمع لنواسي, شيخنا هو قدوتنا, وآمرنا, وقائدنا وعزوتنا, ولأمره مطيعين, ولكلامه مصغين, وما زال من الطراز العربي الأصيل القديم ). كان الجمال الأدبي والروحي حاضرين, منذ بداية الحفل إلى ختامه, حسن وجمال في لوحة الحفل قد رسمت, لا بريشة فنانٍ واحد, بل جميع أفراد القبيلة اشتركوا في رسمها. أما ختام الحفل فقد كان مسكاً فوّاحاً, من شاعر جازان الدكتور: مهدي بن أحمد الحكمي, الذي أهدى القبيلة شذى فلّه, وعبق ريحانته, في كلمات شعر محكومة الأوزان, صادقة المعاني بهيّة الألوان, وقد اخترت لكم بعضا منها: إذا ما الناس غص بهم طريق=جلى المحنشيّ له طريق فدى هذي القبيلة نبض قلبي= فداها الروح والدم والعروق رجال ذكرها في الناس فخر= ويعرفها المجافي والصديق أآل المحنشيّ لقد دعاني =لحفلكمُ أخ شهم أنيق فأسرجت القوافي ، والعشايا=رعود ثَمّ تسبقها بروق ولو نادى أبوحجر للبّتْ=حور الشعر يتبعها المضيق أتيت مهنئا قوما كرام=الهم في مهجتي عهد وثيق بفوز ذاع بين الناس صيت =يفوق مباهج الدنيا يفوق بفوز صبيّة بزغت كنجم =وكالألماس زيّنها البريق ولا عجب ، فمن هذا أبوها=فليس يعيق وثبتها معيق شروق) وأنت للزهرات رمز= تضوّع من جوانبك الرحيق) (شروق) وأنت للفتيات نهج=رياضيّ الرؤى حر طليق لقد علّمتَ جيلك كيف ينمى =الطموح وكيف تنتزع الحقوق وكيف تُطال شاهقة الرواسي= وكيف يجابَه البحر العميق (شروق) وهذه الأفواج جاءت= مهنئة وكلهم سبوق حداها الشوق فابتدرت خطاها=يسابق كل مشتاق مشوق خذي منا التهاني والتحايا= ودومي ذخر قومك يا (شروق) " ومضة " أتمنى أن تحذو بعض قبائل منطقة الساحل بجازان العريقة - التي افتقدنا حضورها في المناسبات- حذو قبيلة المحانشة, ليكون الترابط بين الأفراد والقبائل قويا, مما يعود نفعه على الدين ثم الوطن والمواطن.