بعيداً عن ظلام اليأس, وعتمة الحزن, وغمام الحياة البائسة التي طالما غردتُ بها في العديد من مقالاتي السابقة، سأكتب مقال اليوم بأسلوب مختلفٍ وبطريقة مغايرة عن اﻷولى؛ ﻷني سأسبح في بحر ساكن اﻷمواج, وتحت سماء مشرقة, وبقلب منشرح للحياة, وبروح ملؤها التفاؤل واﻷمل, وبفكر يخطو واثقاً نحو تحقيق ما كان في زمنٍ ما مستحيلا. أيها اﻷحبة : إن الحياة حلوة، جميلة, إن نظرنا إليها بعين التفاؤل واﻹيجابية، وهي مرةٌ، قبيحةٌ إن نظرنا إليها بعين التشاؤم والسلبية. ولنعلم حقيقة الحياة الدنيا فهي لم تحلو ﻷحد في الماضي, ولن تحلو ﻷحد أبداً, فكل امرء وإن طالت سلامته سيتجرع الحزن وسيشكو اﻷلم يوماً. فلماذا نشكو دائما من كدر الحياة وبؤس النفوس؟ ونحن نعلم أن اﻷنبياء أنفسهم لم يسلموا من اﻷنّات واﻷحزان رغم قربهم ومكانتهم عند الخالق -عز وجل- فذاك أيوب كم عانى من دائه, وذاك يوسف قد أنّ في سجنه, وذاك محمد (صلى الله عليه وسلم) قد ذاق المرارة مع قومه، وغيرهم كثير، أتعلمون لماذا نعيش اﻵلام في حياتنا الدنيا؟ إن الجواب في آية أنزلها سبحانه وتعالى في كتابه الكريم على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم حيث يقول -جلّ في علاه- : (خلق اﻹنسان في كبد). فالدنيا دار شقاء فلو لم تكن كذلك لم خلقت الجنة إذا؟ يجب علينا أن ننظر بتفاؤل وإيجابية إلى كل ما حولنا, لنعيش حياة هانئة ولنبعد أنفسنا عن جلد ذواتنا؛ لضياع ثمين أو لفقد عزيز, فكل شيء مقدر مكتوب من قبل أن يخلق الله السموات واﻷرض في اللوح المحفوظ، فلو كان في المفقود خيرا؛ ﻷبقاه الله لنا. قال السماء كئيبة ! وتجهما =قلت: ابتسم يكفي التجهم في السما ! فلعل غيرك إن رآك مرنما = طرح الكآبة جانبا و ترنما يا صاح, لا خطر على شفتيك أن = تتثلما, و الوجه أن يتحطما فاضحك فإن الشهب تضحك و الدجى = متلاطم, و لذا نحب الأنجما ! قال: البشاشة ليس تسعد كائنا =يأتي إلى الدنيا و يذهب مرغما قلت ابتسم مادام بينك و الردى = شبر, فإنك بعد لن تتبسما ومضة: دعونا ننس اﻵلام واﻷحزان, ونوكلها لباريها، دعونا نعش حياتنا بابتسامة ومحبة للجميع، دعونا نسلك طرق التهميش والتجاهل لكل ما يغص هناءنا. دعونا نمض قدماً في حياتنا ولنرمِ كل ما يثقل كواهلنا وراءنا. *المعلم بالمعهد العلمي في جازان [email protected]