قراءة: حنان بنت عبدالعزيز آل سيف (بنت الأعشى) * إن الأشخاص العظماء هم من يروضون الأحداث ويجعلونها تحت تصرفهم، ورهن إشارتهم، وذلك من خلال التفاعل الإيجابي معها، وبالطرق الصحيح لها، وفي الكتاب الجميل المعنون بما أسلفته لك قبل برهة قصيرة، جمع لنا الدكتور خالد بن صالح المنيف باقة وردية، ومجموعة زهرية، من الاستشارات النفسية والاجتماعية والسلوكية والذاتية التي أدلى بها في صفحته الأنيفة.. ورود الأمل الكائنة بجريدة الجزيرة الغراء الرائدة، ومن أجمل محطات الكتاب، المحطة الأولى الاهدائية حيث يقول المؤلف (إلى تاج الصحفيين وعميدهم أبي بشار، الأستاذ خالد بن حمد المالك، رئيس تحرير جريدة الجزيرة، إليك أهدي هذا السفر، فيه غرس لك فهل تراه أينع؟) ومن خلال تجوالي عبر جماليات ولبقات الاستشارات المقدمة من الدكتور خالد المنيف لزمرة كبيرة من قراء الصحيفة وممن وثقوا به وهم على صواب، أرى هذا الأثر الاستشاري قد أينع، وتم وحان قطافه، في كتاب جد فريد، جيد مفدين يضم بين أهابيه، ويحوي بين بردتيه ستة فصول ناضجة، وهي على التوالي: وبنفس ترتيب ورصف المؤلف الآتية: الفصل الأول: المشكلات الزوجية. الفصل الثاني: العلاقات الاجتماعية. الفصل الثالث: الطريق نحو التغيير. الفصل الرابع: علاقات خارج إطار الزواج. الفصل الخامس: استشارات في الخطبة والزواج. الفصل السادس: منوعات وهو خاتمة الكتاب، وهذه الفصول اليانعة تحوي استشارات كثيرة، وأجوبة عديدة، منها ما وصل إلى أربع وعشرين اسشتارة، ومنها ما حوى ما يقرب من اثنتي عشرة استشارة، والباقي تتراوح الاستشارات الناهضة ما بين ست استشارات وتسع استشارات، فلله در المؤلف والمؤلف فقد أمضى الدكتور خالد المنيف سنوات وسنوات وهو -حفظه الله- يجتهد في تخفيف هموم الآخرين، ومتاعب الكثيرين، وهذه الحزمة من الاستشارات النفسية والاجتماعية، ترمي من ورائها، إلى هدف نبيل، وهو كما جاء على لسان الدكتور خالد المنيف في مقدمة الكتاب: (لعلها تكون متنفساً لكل مكروب، يستعين بها على تلاطم الأمواج، وتبعث في روحه الأمل، وتشرع أمامه نوافذ التفال، وتحرك نفسه نحو الإقبال على آت الأيام بإضاءة شموع من فرح وسكينة تستعاد بها تلك الابتسامات المهاجرة، وهي كذلك عظة وتوجيه لكل معافى يبني منها جدراً قوية، وسدوداً منيعة تواجه أي زيارات محتملة لأمثال تلك المشكلات). دع المقادير تجني في أعنتها ولا تبيتن إلا خالي البال ما بين طرفة عين وانتباهتها يبدل الله من حال إلى حال في هذا الكتاب خلجات قلوب، ونزف مشاعر، وحديث أرواح، اجتهد المؤلف المنيف في إنارة الطريق لأصحابها، والدلالة على رأس جسر الخلاص، حيث توجد أفراح القلب، وتكمن روعة الربيع، ويأتي الفجر المتألق، فنحن لم نأخذ من الدنيا عهداً وثيقاً تصفو لنا من الأكدار، ولم يكن بيننا وبينها ثقة منها على دوام الرخاء، فالهم لا يزال ملازماً للإنسان، والأزمات تتراءى لنا بين إقبال وإدبار، ويبقى الأمل بالله شمساً لا تغيب، ونبعاً متدفقاً متفجراً صافياً لا يجف ولا ينضب، يقول الشاعر النابه إيليا أبو ماضي: قال: السماء كئية وتجهما قلت: ابتسم يكفي التجهم في السما قال: الصبا ولّى فقلت له ابتسم لن يرجع الأسف الصبا المتصرما يا صاح لا خطر على شفتيك إن تتثلما والوجه أن يتحطما فاضحك فإن الشهب تضحك والد جى متلاطم ولذا تحب الأنجما قال: البشاشة ليس تسعد كائناً يأتي إلى الدنيا ويذهب مرغما قلت: ابتسم ما دام بينك والردى شبر فإنك بعد لن تتبسما والأبيات الشعرية النفيسة السالفة تضرب في كبد الحققة، وهي ترمي إلى نفس مرمى الكتاب الذي بين يديك قراءته، أنت الربيع فأي شي إذا ذبلت) والأبيات كثيرة لا تسعف هذه الوقفة الوجيزة عند محطات الكتاب استعراضها، ولكن يكفي من العقد ما أحاط بالعنق. والكتاب في مجمله استشارات نفسية نفيسة وقط طرحت الحلول بعقلانية ومنطقية شديدتين، وبلغة سهلة ممتنعة لطيفة واقعية رائقة متألقة أصابت كبد الصواب، ومرمى الحقيقة ومركز المشلكة، فالكتاب يقول لك أيها القارئ المتفائل: لا تحزن دع القلق وأبدأ الحياة. عنوان التواصل: