قبل عقود خاضت لبنان حرب أهلية دامية فجرها وأشعل نارها ملالي طهران وعملائهم في المنطقة كنظام الأسد وحزب الله , خسرت لبنان على أثرها الكثير من أبناءها وأموالها وتدهور اقتصادها وبعد جهود طيبة مباركة انتهت الحرب الأهلية , وسلمت لبنان إلى إيران وتعرض أمن المنطقة للخطر فحزب الله هو الذراع الضارب للحرس الثوري الإيراني في المنطقة وتجلى ذلك واضحا بعد الغزو الأمريكي الإيراني للعراق واحتلاله فقد لعبت إيران وحزب الله دورا بارزا في إسقاط النظام العراقي السابق وتمكين حلفائها من الهيمنة عليه وعلى كل مفاصل الدولة , كما هيمنت حزب الله على لبنان سابقا . وقد يقول قائل أن الدور الأكبر لأمريكية فلولا أمريكية لما استطاعت إيران من فرض سيطرتها على العراق فأقول نعم ولكن المصالح المشتركة جعلتهما شعاعان متوازيان , وبعد أن أدرك الأمريكان خطأ احتلال العراق وصعوبة الاستمرار في ذلك أرادوا الهروب منه بشكل يحفظ لهم ماء وجوههم ويرعى مصالحهم فيه وفي المنطقة عامة فسلموا العراق لها وانحرفوا تدريجيا عن خط التوازي معها , وهكذا أصبح العراقكلبنان دولة لها أسمها فقط والفاعل الحقيقي فيها الميليشيات المرتبطة بإيران , ومما يؤكد أن حزب الله هو القوة الضاربة لإيران في المنطقة تدخل الحزب أخيرا في الصراع السوري ووقوفه إلى جانب الأسد ضد الثورة . فالأسد صنعته إيران وحمته بمساعدة الصهاينة حليفها الرئيسي في المنطقة , وشكلوا معهم تحالفا جوهريا وربطوا مصير كل واحد منهما بالآخر ولذلك نجد هذا الترابط الوثيق بينهما والدعم التام للأسد, ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن , فأهل البلد الأصليون من العرب وغيرهم لن يقفوا مكتوفو الأيدي ضد إيران ومن حالفها , فهل سيتنبه عقلاء الشيعة بأنهم عرب أصلاء ولا مجال للدخلاء بيننا وبينهم فعليهم أن يحفظوا أمن بلدانهم وشعوبهم ولا يقفوا ولا يركضوا مع الفرس وأعوانهم فالبلاد لأهلها ومن جاء معتديا فالعرب له ولمن حالفه , وكلنا ننتظر يوم الرحيل الأكبر يوم أن نجلي الفرس وأذنابهم عن المنطقة كلها , فإن تركوا بيننا فالقتل والخراب مصيرنا . 1