عندما يتقدم الطبيب للعمل أو الدراسة في الغرب يعاني الأمرين لإثبات مصداقية شهاداته وحسن السيرة والسلوك، وأنه صاحب سجل خال من الجرائم الطبية، ولم يكن في يوم من الأيام مثار ريبة أو شك أو صاحب سوابق في الأخطاء مع التركيز على مسيرته الطبية بالتفصيل. في ساق الغراب يتم التركيز على الشهادة (آخر مؤهل دراسي وربما غض الطرف عن ما سبقه من تحصيل علمي إن وجد) ومحاولة اكتشاف التزوير إن وجد، وقد يكون الطبيب بارعا في المجال! يصل إلى البلد، ثم يعطى مهلة للامتحان والتسجيل وهو على رأس العمل، ويشاع أن بعضا يمضي أشهرا وربما سنوات يعبث بالمرضى ويتعلم فنون الطب، ويستفيد من أخطائه في أجساد الغلابة دون تصنيف أو تسجيل خاصة في القرى والهجر البعيدة أو المقربين ل«أبو الريش» أما الجوانب الأخرى وخاصة السجل الأخلاقي فلا أعلم هل يتم السؤال عنها أم أنها خصوصيات لا ينبغي الخوض فيها (مجرد شائعات)، وقد سمعت كثيرا عن أطباء قدموا حتى من الغرب وبعضهم مطرود من بلده ليصبح بين عشية وضحاها عملاقاً يشار لعلمه وفنه بالبنان، أما الراتب فحدث ولا حرج. أمر آخر يشترطه الفرنجة للراغب في الدراسة أو العمل في بلادهم وهو إجادة اللغة وبمستويات عالية، والخضوع لعديد من الامتحانات للتأكد من ذلك، وأما الراغب في القدوم لساق الغراب والعمل فيه فإجادة الإنجليزية آخر الاهتمامات ناهيك عن العربية وهي الأهم للتواصل مع المرضى وعلاجهم. ..