عالمنا العربي يزخر بالكفاءات، غير أنهم مبعدون من صنع القرار، إن سألت عن التعليم فماذا عساك أن تسأل، عن معلم يتلقى كما هائلا من التعاميم والتعليمات بشكل دوري دون أن يكون لرأيه أدنى اعتبار، أو بيئة مدرسية بعضها لا يصلح أن يكون حظائر للماشية، أو مقررات عجزت أن تواكب حاجة المجتمع والأمة، ولذا فلا عجب إن ضاع المعلم والطالب بين الأضلاع الثلاثة (القرارات والمقرات والمقررات ). وإن سألت عن التخطيط والتنمية والبناء، فلم نفلح بعد عقود من الزمن من اللحاق بالركب، فمصحاتنا تزخر بالوافدين من الهند والسند ومصر والشام، وجامعاتنا تشتكي إلى الله من قلة المتخصصين من أبناء الوطن المخلصين، وقطاعات العمل تكتظ بالعاملين الغرباء من كل حدب وصوب.. عدا أبناء الوطن، ثم نشكو من تفشي ظاهرة البطالة، وبروز صور متعددة من ضياع الأمانة كالسرقة والرشوة والاستئثار والخيانة ، فلا دينا أقمنا ولا دنيا تقدمنا، وصدق الله القائل ( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس). إن سنن الله لا تحابي أحدا، وإن المتأمل في ما ذكرت يجد أن من أسباب ضعف الأمم وتأخرها هو ظهور الفساد بكافةأشكاله وصوره. لن نتقدم خطوة للأمام.. مالم يكن الهم الأول أن يسند الأمر إلى أهله حتى لا ينطبق علينا التوجيه النبوي الكريم ( إن من ضياع الأمانة أن يوسد الأمر إلى غير أهله، فإذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة ). 1