كنت قد كتبت في هذا الموقع سلفا مقالا بعنوان (هذه جازان بقرار ملك وهمة أمير) تناولت فيه ما شهدته منطقة جازان من تطور وتحول وقفزات في الفترة الماضية بفضل الله تعالى ثم بقرارات وإصرار مولاي خادم الحرمين حفظه الله ورعاه والبسه ثوب الصحة والعافية, منذ مقالته الشهيرة إبان زيارته للمنطقة : " بان جازان قد تأخرت في التطور والنهضة والتنمية في السنوات الماضية, وان دولتكم عاقدة العزم بإذن الله على اختزال الزمن" , وبجهود أمير المنطقة المخلص صاحب السمو الأمير محمد بن ناصر وفقه الله. ومما لاشك فيه انه ما ينكر هذه الجهود والقفزات التي شهدتها المنطقة الا جاحد, ولا يجدر بنا الا ان ندعو بالعون والتوفيق والسداد لجميع من يقف وراء هذه الأعمال المباركة , تطلعا للمزيد والمزيد الذي يؤمله أهالي المنطقة بسهلها وجبلها وجزرها. وأهالي المنطقة بكافة فئاتهم هم شركاء في التنمية التي تشهدها المنطقة , سواء بالجهود المخلصة كلا فيما يخصه, او بالمحافظة على المنجزات , بل ايضا بنقل الصورة الحقيقية للمسؤولين عن أي قصور بأي جهة كانت , فهذه من اهم مشاركات المواطن في تنمية وتطور وازدهار المنطقة بل ومن الإخلاص لله ثم لولي الامر وللوطن. ومن هذا المنطلق, اتمنى ان يكتمل هذا العقد الجميل بالالتفات ((لإدارة جوازات المنطقة )) , فهذه الإدارة للأسف الشديد قد تأخر النظر إليها وحالها لا يسر منذ سنوات عدة من جوانب عدة أولهما الموقع والمبنى. فالموقع لن تجد به موقعا لتركن به سيارتك بعد السابعة هذا في أيام الإجازة المدرسية أما في أيام الدراسة فلن تجد مكانا لتسير على أقدامك من السيارات حيث يلاصق المبنى لمبنى مدرسة , والمياه الآسنة الطافحة من ببارات الصرف الصحي تملا الشارع المحيط بالمبنى, وتتسرب إليه شكل يومي, تزكم الأنوف ولا خيار لك سوى الا العبور من خلالها. وأما المبنى ما هو الا مجموعة من (الزنك) كون منها (هناجر) كصالات للمراجعين حالها لا يسر, من شدة الحر الذي يواجهونه تحت لظى " هناجر" تشوي الوجوه , وزحام خانق , لدرجة أن تجد نفسك لا تقف على قدميك , بل تحملك أمواج البشر المزدحمة والمتدافعة على نوافذ الخدمات. أما معظم مكاتب الموظفين فلا تجد بها مكانا حين يضطرك الزحام وحرارة الجو لتلتقط أنفاسك , ولتظفر ببعض الأكسجين ونوعا من هبوب مكيفات أكل الدهر عليها وشرب , ولكن من الوهلة الأولى اتي فيها بدخول أي مكتب تتراجع وتهم بالخروج لتعذر دخولك مما تكدس فيها من الأثاث والمستلزمات التي تبدو قديمة حشرت بداخل المكاتب , او بالممرات بعدد من المكاتب التالفة فتقف محشورا لا يكاد الموظف يشاهدك , فيستعاظ عن ذلك بالمناداة بالاسم من قبل موظف هو الآخر لا تسمع سوى مناداته , ولا نعلم بل ونستغرب حقيقة جالنا كحال مواطني المنطقة عن استثناء هذه الادارة الهامة جدا والخدمية من زخم ما نُفّذَ من مبانٍ شملت سائر الادارات الحكومية وشكلت لوحة عمرانية أضفت للمنطقة بعدا جماليا وحضاريا , ومنحت المراجع راحة وطمأنينة , وللموظفين أريحية و حافزا أسهم في زرع ابتسامات مشرقة , خلقت بيئة صحية ساعدت على الإنتاج والإبداع, ومن هذه الإدارات على سبيل المثال لا الحصر ,مجمع المحاكم , التربية والتعليم, البنك الزراعي, الزراعة , المياه, البريد , الأحوال المدنية , الاتصالات , فرع الخدمة المدنية, الكهرباء . مديرية الشرطة , الأدلة الجنائية , المالية , مكتب العمل , وغيرها , فهل عجزت أمانة جازان أن تمنح أرضا للجوازات لتلحق بمثيلاتها موقعا ومبنىً يقضي على ما يعانيه الموظف والمراجع على حد سواء بمبنى إدارة الجوازات بجازان . . ولا يخفى على احد أهمية هذه الإدارة لما هو منوط بها من الخدمات , فهي يراجعها ويتجه إليها إضافة للمواطنين , المقيمين من شتى الجبسيات لذلك تعطي فكرة غير حقيقية عن الجهود التي قد بذلت وتبذل بمنطقة جازان , شكلت نقطة سوداء في ضمير التنمية والتطوير بالمنطقة . 1 محمد غالب الهجري –جازان مدرب معتمد في الذكاءات المتعددة من اكادمية ديبينو للتدريب التفكيري بفرنسا [email protected]