انتشر في الآونة الأخيرةِ مرضٌ عضالْ ,بين أوساطِ الجهلاءِ والمتعلمين , من أطفالٍ وشبابٍ وشابات ورجال فكر ومثقفين ,ونساء يحملن عنوان التحضّر ورجال البداوةِ وأهلُ الدين , من مواطنين ومقيمين.امتاز هذا الداء بشدّة عدْواه ,وسرعة انتقاله ,ولا سيّما في ظل هذا التطور التقني الذي تشهده المنطقة ,عبر وسائل اتصالات متعددة , مثل الفيس بوك أو التويتر أو الواتس أب وغيرها كثير. مرضٌ لا يكتفي بفتك صاحبه فحسب وإنما يفتك أمةً بأكملها ,إنه داء قاتلٌ و مدمّر, إنه داء ((الشائعات)). بدايته خبر مزيّف , يطلقه شخص ذو فكر معقد , وخائن لدينه ووطنه , ليجد أرضاً خصبةً متعطشةً لكلِّ ما هو مثير ولو كان كذبا ,فينتشر بسرعة البرق كالطاعون بين أوساط أبناء وبنات هذا الوطن . بل إنّ الكثير منهم يرسل الخبر دون معرفة ما يحتويه , وهكذا تنتقل الإساءات,وتنتهك الأعراض, ويغتصب الفكر , ويفتضح المستور , ويؤجج الحقد في الصدور ,وينقلب الحال من حب إلى كره ,ومن صمت الى تحريض ,ومن تحريض الى فعل معاد . هذا ما يحدث للأسف الشديد في بلادنا , فنحن نعين الأعداء ونحن بهذا جهلاء ,ونكون لهم سلاحا دون دراية , سلاح هدم لا سلاح هداية , سلاح تدمير وغواية ,فهمهم الشر لهذا الوطن ولا غير , يحيكون لنا المكائد في الصغائر والكبائر, ومقتل فتاة السامر لأقرب مثال وآية ,زعموا بأن قاتلها من أبناء آل سعود وقد كذبوا ,ولعنت الله على كل خائن وعلى كل مفسد , همّهمُ الأول زعزعة أمنِ البلاد ,وزرع الخوف في الفؤاد ,وهزِّ الثقة في أبنائنا وبناتنا إتجاه حكومتنا في الحاضر والباد ,وهدفهم الخروج على ولاة أمرنا ,وهو محرم من الله عز زجل ,هذا ان كان صدقا ما يقولون فكيف إذا كان زوراً وبهتانا ,فعن أبي هريرة-رضي الله عنه : أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصى اللهَ، وَمَنْ أَطَاعَ أَمِيرِي فَقَد أَطَاعِني، وَمَنْ عَصى أَمِيرِي فَقَدْ عَصَانِي) متفق عليه). أتاني خبر مقتل فتاة السامر في غضون ساعة ,قرأته فكانت على قلبي كالصاعقة ,وما كان لقلبي في تحمله استطاعه ,كذبت الخبر في الحال فقد كنت أعلم بعدائيتهم واستنجادهم بأي خبر كي يثيروا الفتن والبلابل في وطن ما أعتاد على مثل هذا ,وتداعت لها الأمم دون تعقل ,ونشرتها الأجهزة دون تروي,ويا للأسف كم مرة ينجحون ,وكم مرة بسيئ الأخبار ينشرون ,ونحن بفعلهم جاهلون ,فإلى متى نظل لمخططاتهم معينون ومساندون ؟ فالحذر كل الحذر من أؤلئك الذين يحاربوننا بإسم الحرية ويقذفون الحمم والشرر على الدين وأهله ,والحذر كل الحذر من تلك الفئة التي تريد التبعية لدول حاقدة على وطننا بنشر أكاذيب وأباطيل تضر ولا تنفع , تفسد ولا تصلح ,وكونوا لهم ضدا ,حاربوهم بأقلامكم ,وبالكلمة الصادقة , و بحبكم لوطنكم , وأظهروا لهم طاعتكم وحبكم لولاة أمركم, وأنشروا إنجازات هذا الوطن المعطاء ,وما قدمه للمواطن من خير و أمن وأمان ,وأنظروا لما حولكم من البلدان ,وما فيها من الحروب والدمار ولتكن لكم عظة فأنتم ترونها حاضرة في هذا الزمان. أيها المواطن ,,, لا ترسل رسائل تحوي فسادا , فهي من الغيبة و النميمة ليست ببعيد فعن أَنَسِ ابْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَمَّا عُرِجَ بِي مَرَرْتُ بِقَوْمٍ لَهُمْ أَظْفَارٌ مِنْ نُحَاسٍ يَخْمُشُونَ وُجُوهَهُمْ وَصُدُورَهُمْ فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ لُحُومَ النَّاسِ وَيَقَعُونَ فِي أَعْرَاضِهِمْ". وليس هذا الفعل عن هذا الحديث ببعيد. ختاماً..حفظ الله بلادي , من كل حاقد و معادي , فحب الوطن سيظل في فؤادي , والسلام خير ختام معطر بصدق حبي وودادي. 1