يحرص الإسلام على ترابط مجتمعه وجعله كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً . ويقيم دعائمه على أساسيات ثلاث: طاعة الله وطاعة الرسول وطاعة ولي الأمر وحذر من معصيته مالم يأمر بمعصية الله ،واعتبر طاعته طاعة لرسوله( من أطاعني فقد أطاع الله ، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن أطاع أميري أطاعني ، ومن عصى أميري فقد عصاني) وقال : (من رأى من أميره شيئاً يكرهه فليصبر عليه فإنه من فارق الجماعة شبراً مات ميتة جاهلية) وحذر من كل مامن شأنه تفريق شمل المسلمين وتمزقهم شيعاً وأحزاباً ،قال تعالى(واعتصموا بحبل الله جميعاً ولاتفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً) وحذرنا من الفتن التي تقع آخر الزمان قال عليه الصلاة والسلام:(يكون بين يدي الساعة فتن كقطع الليل المظلم ؛يصبح الرجل مؤمناً ، ويمسي كافراً ، ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً، يبيع أحدكم دينه بعرض قليل من الدنيا) وحذر من الاعتداء على الدماءوالأموال والأعراض فقال (فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا وستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم ألآ فلا ترجعوا بعدي ضلالا يضرب بعضكم رقاب بعض ) فلنحذر ممن يتربص بنا ويتمنى زوال ماننعم به من أمن ورخاء ولنذكر أن كل ذي نعمة محسود ونعي مايحاك حولنا ونأخذ العبرة من تجارب غيرنا ممن فقدوا الأمن والأمان وعاشوا في ديارهم أغرابا تمزقهم الاضطرابات والحروب المذهبية؛ ولنتصدّ لكل ناعق حاسد باث للفتن والشائعات؛ رغبةً في زعزعة الأمن ؛ طمعاً أن ينالنا مانال غيرنا من شتات وفرقة وفقر ؛ ونزداد تكاتفاً ووحدة والتفافاً حول إمامنا ولانعطي لأحد الفرصة ليشق وحدتنا ويفرقنا ويشمت بنا. ولنحافظ على النعم الجليلة التي حبانا الله بها فنحن _بحمدالله وفضله_نتمتع بخصال فريدة تنبع من تفرد بلادنا بمكانتها المتميزة ،وتأسيسها على قواعد راسخة ، منها تستمد قوتها وتسن قوانين حكمها ، قواعد ربانية عادلة شاملة وضعها خالق النفس البشرية العالم بمكنوناتها وماينفعها ؛ فلا عجب إن عدت العلاقة بين القائد وأبناء الوطن نموذجاً فريداً في عالم تموج فيه القلاقل والفتن ويجتاحه الاضطراب ،علاقة أب بأبنائه حريص على كل مامن شأنه توفير سبل الحياة الكريمة الآمنة المزدهرة لهم ،عطاؤه المتدفق لا تقيده حدود ممتد ليشمل الإنسان في كل مكان. لطيفة إبراهيم الأحمدي مديرة مدارس العلم النفيس –جدة