تحتل منطقة الخليج العربي أهمية كبيرة في هذا العالم وخاصة أرض الحرمين الشريفين , حيث يتوجه المسلمون خمس مرات يومية إلى الكعبة المشرفة ليصلوا الصلاة المفروضة ,ويأتون من كل فج عميق مرة كل عام ليطوفوا بالبيت العتيق ويشهدوا الحج الأكبر والوقوف بعرفة , ولهذا أحبها المسلمون وازدادوا حبا وشوقا إليها لأنها تضم جسد نبيهم صلى الله عليه وسلم , فاحتل الخليج مكانة عظيمة في قلوب ربع سكان العالم وهو عدد تعداد المسلمين ,البالغ نحو مليار وربع المليار من سكان العالم , وزاد فضل الله على المسلمين بما رزقهم من نعم غزيرة وخيرات وفيرة , يحصدونها من فوق الأرض ومن تحتها ومن الأنهار والبحار التي تمر ببلدانهم وتحيط بها . ولذلك توجهت أنظار غير المسلمين إليها بعضهم لمعرفة أسرارها والكثيرون لاحتلالها ونهب وسلب خيراتها , وما تشهده المنطقة حاليا من فتن ومؤامرات لتأجيج النزاعات والصراعات إلا مثال واحد على حجم المؤامرات العلنية فكيف بحجم المؤامرات الخفية ؟ والتي لم تعد خفية بعد أن كشفت أحدى الصحف الأمريكية تقريرا يؤكد توجيه القيادة الأمريكية إلى القيادة العسكرية بضرورة وضع خطط ودروس تعليمية في الدراسات العسكرية العليا لمهاجمة مدينتين بحجم وأهمية مكةالمكرمة والمدينة المنورة , كالهجوم الذي وقع على مدينة هورشيما اليابانية , وهذا ليس ببعيد على من عرف أهمية وحقيقة أرض الخليج حتى أن آخر الدراسات تشير إلى أن مكة وتحديدا الكعبة المشرفة هي مركز الكرة الأرضية ولهذا الموقع حسابات وحسابات , وكيف لا ولدول الخليج وخاصة للمملكة العربية السعودية , ثقل كبير وهام جدا في العالم الإسلامي بل وفي العالم اجمع , بما توليه من أهمية كبيرة وبارزة لنشر العقيدة الإسلامية الحق والدفاع عنها وعن المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها . فالمملكة العربية السعودية تحمل هذا العلم ( الدين ) وتدعو الناس اليه وتبين للآخرين تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين , وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الصحيح : (يَحْمِلُ هَذَا الْعِلْمَ مِنْ كُلِّ خَلَفٍ عُدُولُهُ يَنْفُونَ عَنْهُ تَحْرِيفَ الْغَالِينَ وَانْتِحَالَ الْمُبْطِلِينَ وَتَأْوِيلَ الْجَاهِلين ) رواه البيهقي , , فلا شك ولا ريب أن المملكة أصبحت سور الإسلام وحصنه المتين وعموده الرصين فلا قدر الله تعالى إن ثقب هذا السور أو انحنى هذا العمود , تأثر المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها بهذا الثقب وذاك الإنحاء , فالمملكة تواجه تحديات عظام ومؤامرات جسام ومع ذلك هي ماضيه إلى الرقي والإقدام , فهي توازن بين الأولويات بين حفظ أمنها الداخلي وبين نشر الإسلام والدفاع عنه وعن المسلمين في الخارج, فالمؤامرات الداخلية أصبحت مكشوفة مفضوحة للعيان , والتدخلات الخارجية ظهرت وبانت آثارها والمملكة لها بالمرصاد , فإن وقع حطأ أو تقصيؤ في شيء ما , فالتذكير والنصح حق واجب , والعفو هو اقرب للتقوى , ونقول للأعداء الحاقدين الحاسدين لها موتوا بغيظكم , ونقول للمحبين لها رفقا بأنفسكم , ورفقا رفقا بها وتذكروا نصيحة الشاعر لمن يكثر اللوم والعتب : أقلوا عليهم لا أبا لأبيكمُ من اللوم ... أو سدّوا المكان الذي سّدوا . 1