يوضح الدكتور علي بن عبد الرحمن الحذيفي (إمام وخطيب المسجد النبوي) في بحثه «الغلو في الدين ومجاوزة الوسطية» أن ثناء الله عز وجل على أمة الإسلام ووصفهم بأنهم خيار عدول وسط، كونهم أنفع الناس للناس وأرحم الناس بالناس. ويؤكد أن وسطية أهل السنة بين الفرق الإسلامية كوسطية أمة الإسلام بين الأمم، لأن أهل السنة والجماعة هم الذين قاموا بالإسلام وبهم قام، وهم الذين علموا الناس الدين، ونفوا عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين. وتطرق إلى أسباب الغلو، موضحا أن هناك أربعة أسباب: التأويل الفاسد لآيات القرآن وأحاديث السنة النبوية بما يخدم الأهواء والأغراض الشخصية، والأولى أن يفسر القرآن بالقرآن أو بالسنة أو بعمل الصحابة. والجهل بأحكام الدين فإنه طريق إلى كل شر. والفتاوى الضالة الصادرة عن الهوى والتشهي والضلال. والخروج على جماعة المسلمين وإمامهم، فهو سبب كل بلية وشر، ويوقع في استحلال الدماء والأموال المعصومة، ويشق عصا المسلمين، ويوهن أمرهم ويشتت شملهم، ويسلط عليهم عدوهم، ويخالف الدين.