[b][size=5] ما اكثر ما أدمت قلوبنا أخبار سجن وقتل وإعدام مجموعة من شبابنا(السعودين) في العراق وسوريا واليمن وغيرها من البلدان التي تشهد اضطرابات سياسية!! لتواجدهم بها اما بداعي الجهاد !! او بداعي التخطيط للقيام بأعمال إرهابية هنا او هناك لا يقرها عقل ولا دين , كل هذا التطرف نتيجة لفكر خاطا لديهم وهذا الفكر يعرف (بالجنوح)!! وهذه الكلمة تعبر عن نفسها !! من قراءتها!! فهي تعني خلل بالتفكير وذلك بالميل للتطرف والعدوان والتخريب والانتقام واحداث الفتن ؛ وهي بهذا المعنى ظاهرة خطيرة تقود للهاوية والجريمة ولا تراعي قيودا او تعترف او تراعي حدود. زظاهرة الجنوح لها أسبابها التي منها ما هو نفسي وما هو تربوي وما هو اجتماعي , ومن أسبابها النفسية الشعور بالخيبة الاجتماعية والإخفاق المتكرر في محاولات النجاح والضعف العقلي(والغباء) الامر الذي لا يجعلهم يفكرون ويحللون الامور بشكل دقيق , ويسهل ايضا غباءهم هذا في استغلالهم من قبل أشخاص آخرين وإقناعهم بنبل أهدافهم الزائفة . ومن أسبابها التربوية غياب التربية الدينية الروحية و تغيير السلطة الضابطة وعدم ثباتها كان يتذبذب الآباء في معاملة أبنائهم يقسون حينا ويلينون حينا ,او التعامل بمبدأ الحزم السلبي والقسوة والتسلط وتقييد الحريات لمستوى أعلى مما يجب , وكذلك الشعور بمحاباة الأسرة للغير من إخوته وتفضيل ذلك الغير عليه , الامر الذي يضعف في نفسيته الشعور بالأمن واهتزاز الثقة بالنفس, وفي الناس من حوله وتقوى لديه مشاعر العداء والكراهية , وفشل الأسرة والمدرسة والمجتمع في اشباع الحاجة للاطمتان والتنفيس وتهيئة الجو المناسب لإشاعة السعادة في نفوسهم وعدم توفر هذه الأجواء يجرهم الى الأجواء المشبوهة التي تنبت فيها الرذيلة وتترعرع فيها الخطيئة أما الاسباب الاجتماعية والتي لا تقل أهمية عن الاسباب النفسية والتربوية فهي تمثل الوقود المؤجج لنار المشكلة , ومنها الوضع الاقتصادي للأسرة, والتيارات الخارجية التي يعيشون في خضمها في ظل غفلة الرقابة العائلية. هذه خلاصة وقليل من كثير عن اسباب جنوح أبنائنا كبارا ومراهقين وأحداثا , ولا شك ان طرق الوقاية منها تتحقق بمعرفة الأسباب المؤدية إليها , وهذا ما نتمناه من رجال الدين والتربية والقانون والمختصين بعلوم النفس وعلوم الاجتماع بان يدرسوا المشكلة بطريقة موضوعية مدعمة بإحصاءات وتجارب ويضعون العلاج الناجح والناجع لحماية أبنائنا فالخطر قائم حاليا ومستمر بخطورته على الأجيال القادمة!! فالأمر يشكل خطورة بالغة اذا ما استمر الامر على ماهر عليه ؛ وسنفقد المزيد من أبنائنا وستزداد النظرة السوداوية من الغرب التي توسمنا بالإرهاب والتطرف!! فضلا عن ما سنعانيه داخليا من أعمال تخريبية وإرهابية , فهل من تدارك وحلول؟ نتمنى! ذلك . 1 محمد غالب الهجري –جازان مدرب معتمد في الذكاءات المتعددة من اكادمية ديبينو للتدريب التفكيري بفرنسا [email protected]