التاريخ علمٌ يدرس الماضي لفهم الحاضر والتخطيط للمستقبل ,قد يكذب التاريخ لفترة من الزمن لكن تجربة الحاضر تفضحه فيعود إلى رشده ؛ في الجانب الآخر التجارب هي من تصنع النظرية وتجعلها قانونا , ببساطة دعونا نلقي نظرة على الفترة الزمنية اللازمة للتغير الفكري الجماعي للأجيال عبر منظوري التجربة والتاريخ الحقيقي ؛ اليابان كم من الزمن احتاجت حتى تصبح ثورة (ميجي ) مسيطرة على العالم بعد هزيمة هيروشيما 1945 م لقد احتاجت إلى أربعين عاما تقريبا حتى تسيطر صناعيا على السوق العالمي أيضا ماليزيا اقتصاديا وتكنولوجيا ورحلة التطور ستجدونها بدأت من العام 1965 وبلغت مجدها 2008 م . القاسم المشترك من تلك التجارب أن التغير الفكري لمجتمع يحتاج إلى وقت اقصاه أربعون عاما . لاحظوا واستنتجوا من فترة ( التيه ) التي قضاها بنو إسرائيل في الصحراء إنها أيضا أربعين عاما .(( فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض )).وخلال تلك الفترة ذهب جيل العبودية والشرك الخائفون من العمالقة وأتى جيل غيرهم أفضل منهم ؛ تلك الفترة الزمنية إذا تكفي لتغيير الفكر الجماعي للأجيال خلالها , سأنظر من هذا المنظار لو طننا قبل أيام احتفل بذكرى اليوم الوطني ل83 عاما . أي إن الأربعين عاما الثالثة من عمر الوطن بدأت وستحتوي الكثير من التغيرات الفكرية الاجتماعية للأجيال التي بدأت بها , يجب أن ننظر لهذه الفترة بمنظار الحكمة والعقل خصوصا وأن الظروف تغيرت والمفاهيم تتغير يوما بعد يوم . ووسائل الاتصال أصبحت في متناول الجميع ولاشيء يمكن إخفاءه , فببساطة يجب أن تكون نظرتنا ثلاثية الأبعاد وبصورة ساطعة الوضوح والشفافية حتى لا يحدث التصادم القاتل بين أفراد الجيل الثالث والجيل الذي قبله في هذه المرحلة الثالثة من عمر الوطن فنتشتت وتذهب ريحنا .ألا هل بلّغت اللهم فاشهد. خاتمة : أنام ملء جفوني عن شواردها ...ويسهر الخلق جراها ويختصمُ