تمتم وهو على مقربة من بوابة إحدى البلديات , فسأله آخر كان يسير بجانبه : على من تتحدث ؟ فقال له : على شيطاني .. فعقب عليه : لماذا وماذا تقول له ؟ فرد عليه : أن يختلس معاملتي من مكتب موظف منذ 5 شهور أراجع وما وجدته ومعاملتي كلما سألت المسؤول الأول يقول لي : عند الموظف بقسم كذا وأنا اراجع المكتب حيث الموظف وهيهات ولا يوم وجدته, وكما أخبرني المسؤول المباشر عنه أن معاملتي لديه وأنه قام بتأشيرها ووقعها من الرئيس و لا ينقصها سوى أن يسلمها للصادر كون الموظف يقوم بتسجيلها ويصورها ويسلمها للصادر ليتم تصديرها للأمانة , وكل يوم أراجع وأسأل عنه يُقال لي : " بمهمة , أو (راح يفطر ) أو اليوم مُجاز , ويوم مريض , ويوم مستأذن ", وياليت أنني أعرفه أو حتى رأيته و كما قيل لي أنه استلم معاملات من زميلٍ له تمت ترقيته ونقل لإدارة أخرى . وكما قلت لك من خمسة اشهر وأنا على هذه الحال , والمشكله كل مسؤوليه يعتذرون نيابة عنه , فرد عليه : وليه تأتي بهذا الوقت المبكر الساعة السابعة والنصف فالموظفين لا يبدأ دوامهم الفعلي الا بعد التاسعة!, فأجابه : كنت آت بالتاسعة وأجلس انتظره إلى صلاة الظهر , أصلي مع الموظفين , ثم يشفق عليّ موظف هو الوحيد الذي يرجع لمكتبه بعد الصلاة , ويقول لي : يا والد روح مامعاك فائدة من الانتظار , وذات يوم زادت شفقته فأخبرني بالحقيقة قائلا : "ياوالد تعال بكرة الساعة السابعة والنصف لعل وعسى تجده كونه يحضر بهذا الوقت يوقّع ويغادر ولا يعد إلا نهاية الدوام الرسمي الثانية ليوقع خروج . فارتبك الموظف وسأله : وشيطانك هذا ماذا عساه أن يعمل للموظف قال : يطلع معاملتي ويوصلها للصادر , ويخطف الموظف إلى (جبل الدقم) ؛ فارتعد الموظف الذي ظن صاحب المعاملة أنه مجرد مراجع , وأردف قائلاً : أنا الموظف الذي تعنيه ؛ تعال معي بسرعة أوقع وأسلم معاملتك للصادر , فلدي مهمة اتبعني الله لايردك أنت وشيطانك , وقع الموظف حضوره بورقة الدوام وفتح مكتبه وذهبا سوية لمكتب الصادر الذي لايوجد به سوى العامل يمسح المكاتب , فوضعها على أحد المكاتب وأوصى العامل أن يخبر الموظف ليصدرها , والتفت إلى الرجل وقال له : "اذهب أنت وشيطانك بستين داهية". فرد المراجع بابسامة ساخرة : الحق ليس عليك ولكن على غيرك , أما عني أنا " فإذا عاد دخلتك ياخبت البقر سمني ثور".