صباحكم رضا من رب العباد وأنفاسكم تعبق بالخير ومحياكم مشرق ووضاء وأحوالكم بأحسن حال بهدأة بواكير صبح , لا زلنا نعده من بقايا مساء صباح نقص فيه حكايا ليال وليال نعدها فتكون أكثر من صباحاتنا وهمسات نكتنزها لينثرها شروق شمس ونسائم صبح نجترها فتطغى عتمة على ضياء يتربص بنا نهار ليئد مابقي من جد مللنا كل شيء لأن المتاح لدينا منعدم عند سوانا أصبحنا نتغنى بالليل نستبشر بالصباح سوانا لايعرف النوم لجفنيه سبيلا يصعب عليه الظفر بلقيمات يسد بها جوع مستديم نهاره تحت أزيز الطائرات ودوي القذائف وعيد يأتي وهم لايفكرون بثوب جديد أو شراء عطور أو التسوق لأجل التسوق والفسحة بينما نحن لا أحد يفكر ماذا يأكل فذلك مضمون مضمون مضمون ونشكو من الأرق ومن ضوضاء الأبواق والمفحطون ترف ما بعده ترف خواء أمعاء يقابله خواء فكر ودلال اكتفاء في حين نبالغ بالأضاحي أناس هناك ليسوا بعيدا يخشون أن يصيروا هم الأضاحي بمدية شبيح أو برصاصة غادرة فيما نحن نخشى على أطفالنا من عبث ألعاب نارية بلا معنى ومن جولات واهية على الأرصفة والشواطئ هنالك أناس يتوقعون الموت بكل لحظة ولدينا هواية الذهاب لموت مجاني بساحة تفحيط أو بشاطئ بحر غادر او مع شلة تجرف شابا وديعا لمهاوي الخسران من فيض ملاءة الجيوب وهنالك من يبحث عن مكان آمن كي لا يفوته تعليمه ومفقود لم يجد من يرشده عن والده الثاوي بأحد زنازين الطاغية لنحمد الله ولا ننسى عذابات الآخرين فإذا كنت في نعمة فارعها فإن المعاصي تزيل النعم بعقود مضت بوفيهات بعاصمة مشرقية لاتنام لب الخبز يمسحون به ظاهر أحذيتهم بعد زمن أضحوا يبحثون عن خبز ناشف بمقالب النفايات فهل من متعظ وصباحكم وكل أوقاتكم عظة واطمئنان لن يستمر الحال فدوام الحال من المحال الدنيا هكذا حين جيء بأسرى بالآلاف جياعا عراة بائسون أطعموا أُكرموا أحتفي بهم فلاناقة لهم ولاجمل باحتلال دولة جار وشقيقة , سحنات متشابهة لكنات متماثلة دفعهم طاغية مضى حيث أراد الله عقابه بالدنيا بمشهد يوم عيد أضحى كان فيه الضحية الفريدة وجدوا المأكل وأطايب الشرا ونفيس اللباس اكتفوا وجدو ا ماكانوا يحلمون به وأنَّى لهم أن يحلموا لولا من غرر بهم صيَّرهم بؤساء فيبلد الأنهار وخصب الحقول وعراقة التاريخ وجذور حضارة تمتد لألاف السنين حين امتلأت بطونهم , وأشرقت وجوههم التي كانت كالحة تمادى منهم من رأى ماكان يبتغيه يناله من أجود الأصناف دون عناء نسي جوعة ومصغبته وتمنى ما يسكره لا ما يشبعه عندها أعيدوا سالمين وقد بدأت بوادر البطر ونزوات الفجور والعهر تنتاب بعضهم هكذا هم بعض البشرحين يكون المرء سادرا بعد شيع مطواعا منقادا حال جوعه وعوزه نتمنى ألا تنتاببنا نوائب ولا تصهرنا مواجع تنسينا قيمنا وكل عام وبلادي وأمتي بخير ما شمرت السواعد وما استقر المزاج أ لا يكون هنالك بيننا شقيا ولا محروما ولا مفقودا هل نرعوي وندرك أننا بخير ولا ننسى عذابات الآخرين ونتيقن أننا لو كنا مكانهم من البؤس والعوز واليتم لما كنا نفكر سوى بوجبة تسد رمقا وشربة ماء أيا كانت ومكان يؤينا لن تجد حينها أحدا يفكر بماوراء المعقول ويناطح الصخر ليكون أو لايكون لنفكر ونقارن بين اضحانا واضحى من يُضحى بهم إنهم يضَحَّى بهم وأضحانا ترف بلاحمد.