نعيش هذه الأيام على وقع اليوم الوطني الثاني والثمانين لذكرى توحيد المملكة العربية السعودية على يد الإمام الموحد الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن الفيصل رحمه الله إذ وفقه ربي في ذلك اليوم من جمع شتات الأمة تحت راية واحدة وكلمة واحدة مستمداً عون ربه في مهمة كادت أن تكون أضغاث أحلام لولا توفيق ربه سبحانه ثم همة تحطم المستحيل وتقتله. يقول الشاعر : وطني لو شغلت بالخلد عنك = نازعتني إليه في الخلد نفسي حدثٌ بدل قصة بلدٍ كان يسوده أركان التخلف من جهلٍ وتناحرٍ وفقرٍ وعدم اتصال بين أطرافه حينما يحكي لنا الأجداد تقاصيل حياتهم البائسة والمنهكة للقوى نستشعر آنذاك بلا ريبة أننا نعيش بقدرة الله سبحانه في رغدٍ من العيش وبسطة في الرزق وحياة أكثر أماناً واستقرارا تستوجب منا حمد الله وشكره ( ولئن شكرتم لأزيدنكم). لكن لا يمكن بأي حالٍ من الأحوال أن يتحول شكر النعمة إلى كفرها والخروج عن النص في إبداء مظاهر الولاء والطاعة والحب للوطن وكلنا رأى أو سمع ما يحدث في احتفالات اليوم الوطني من تخريب وإزعاج وإيذاء للناس مما يرسل رسالة سلبية عن شعبنا وشبابنا تاركةً أثراً مزعجاً لذكرى يومٍ مهمٍ في تاريخ بلادنا المعطاء. وقال شاعر آخر : إذا كنت في نعمةٍ فارعها= فإن المعاصي تزيل النعم كلنا أملٌ في شباب الوطن بأن تتغير تلك الظاهرة المسيئة لشبابنا وليكن احتفالنا منظماً محترماً لمشاعر الآخرين ليس فيه أذيةً ولااعتداءً وأن يكون صادقاً نابعاً من القلب يتقطر حباً وولاءً وعشقاً لقائدٍ زرع حبه في أعماق قلوبنا ووطنٍ وهبنا أمناً وأماناً وعزةً ورفعةً بين الأمم. 1