لقد تولدت لدينا ثقافة الاحتفال بعدة مناسبات أهمها عيدي الفطر و الأضحى و الاحتفال باليوم الوطني الذي صار التفاعل فيه كبيرا من قبل المواطنين نظراً لما له من قيمة عالية في نفوس كل السعوديين وهو الحدث الأهم بعد العيدين أو بالأصح هي المناسبة العامة لدى الشعب السعودي عامة فمنذ أن يقترب هذا اليوم ويتم الاستعداد له في كافة أنحاء الوطن بتنظيم احتفالات يشارك فيها الجميع لكي تعمق في نفوسهم تلك المناسبة روح الوطنية ويتم توجيه المواطن للاحتفال بالشكل الصحيح المنظم ثم يتدرج التنظيم في عدة جهات من أمنية وتنظيمية ليخرج العمل بالشكل الذي يناسب هذا اليوم و بعد مرور اثنين وثمانين عاما على توحيد هذا الوطن الغالي على يد المغفور له بإذن الله تعالى الملك عبد العزيز أل سعود رحمة الله . هل احتفلنا باليوم الوطني كما يليق به ؟ ففي كل يوم يقترب من تاريخ اليوم الوطني و تحديداً هذه السنة وبحسب ما يطرح في الصحف اليومية عكس ذلك فالجهات الأمنية في كل يوم تتوعد المحتفلين ممن يضعون ملصقات وأعلام تحمل شعار التوحيد وشعار الدولة على سيارتهم سوف نحاسبهم وسوف يتم إيقافهم وسوف يغرمون وليته يتوقف عند هذا الحد أي على وسائل الإعلام المقروءة فقط فبثت رسائل عبر وسائل التواصل الاجتماعية حتى ولدوا الضغط الذي يعقبه الانفجار لدى المحتفلين وهم في الأغلبية من فئة الشباب الذين لا يروق لهم الاحتفال التقليدي فقاموا بالتكسير والتخريب كالذي حدث في مدينة الخبر ومدينة خميس مشيط وهذا يعتبر في النهاية سوء اقتصر على تلك الفئة فبدل الترغيب في الاحتفال حصل التهديد فقد اقتصر تنظيم الاحتفال على جزء معين من كل المناطق وهنا أخص جازان فقد عملت احتفالات خجولة واختزل أكثر محافظات المنطقة حفلها على الخطابي فقط وبعض التكريم الذي ليس هذا هو الوقت المناسب له عدا تكريم الشهداء الذين ذهبت أرواحهم من أجل الوطن فهم من يستحق التكريم الحقيقي في هذا اليوم ليتذكرهم الوطن والمواطن في يومه . إن حكومتنا الرشيدة وضعت هذا اليوم إجازة لكي يتسنى للمواطن الخروج والتمتع بهذا اليوم فحصل النقيض ففضلت أكثر العائلات المكوث في البيوت نظراً لشدة الزحام ومسيرات الاحتفالات الشبابية غير المنظمة فهل يعقل أن تلك الطاقات الشبابية تنسى وتبقى تجوب الطرقات لقد أصبح المستفيد الأكبر من هذا اليوم هم أصحاب محلات الملابس وأصحاب المحلات التي تعنى بزينة السيارات إننا في منطقة جازان نعاني من قلة البرامج المعدة مسبقاً لهذا اليوم فإن من يسكن في الشقيق والدرب وبيش شمالاً وجبال فيفا شرقاً وصامطة والطوال وأحد المسارحة جنوباً يصعب علية التوجه إلى مدينة جازان لبعد تلك المسافات لان ما عمل بها من احتفال مثال يفتخر به فكل مواطن تمنى أن تكون هناك برامج في كل محافظة تتمثل على سبيل المثال في معرض صور يحكي الماضي والحاضر لكل محافظة حتى لو كان صغير وأجمل سيارة تحاكي اليوم الوطني ليتنافس عليها الشباب لأنه الاهتمام الأبرز لدى فئة الشباب بدل الهدر المالي بدون فائدة وفرق شعبية وسباقات ترويجية لهذا اليوم وأن تتفرق في عدة أماكن من المحافظات بدل أن يقف الحفل على خطابي فقط في المحافظات الذي جرى في اليوم التالي لليوم الوطني في بعض المحافظات هكذا هو وفي نفس الوقت يتفرق المواطنون في عدة أماكن لكي يستمتعوا بالاحتفال باليوم الوطني بدل التكدس في الطرقات وكثرة الحوادث المرورية التي من الممكن احتواؤها بعدة طرق وهكذا يجد الشباب المتعة في هذا اليوم ويصبح يوم ينتظر . 1