إن المتتبع للتاريخ والملم بسيرة الطوائف والملل بل وحتى من يطلع ولو بشكل موجز وبسيط يجد وبصورة لا يدنوها الشك ان الفرق شاسع بين الشيعة الامامية الاثني عشرية وبين العلويين في سوريا الذين هم بالأساس يسمون بالنصيرية نسبة الى مؤسس هذه الطائفة محمد بن نصير الفهري ألذي لعنه امام الشيعة الحادي عشر الحسن العسكري لأنه حرف الدين وادعى ان الله سبحانه وتعالى يحل بالأجساد وجعل من علي ابن ابي طالب رضي الله عنه الاهاً حيث قال ان الله الإله القدير تجسد بعلي أبن ابي طالب فسميت هذه الطائفة بالعلي إلهيون لانهم عبدوا علي بن أبي طالب والشيعة نكروا عليهم هذه الأقوال وكفروهم ولعنوهم ؛ وفي زمن الاستعمار الفرنسي سميت هذه الطائفة بالطائفة العلوية نسبة إلى ما يعتقدون به , وليس من باب النسب الى الرسول صل الله عليه وسلم او أهل بيته . والسؤال الذي يطرح نفسة الأن وبقوة لماذا هذا الاصرار الايراني على دعم العلويين ومقاتلة الجيش السوري الحر رغم ان العلويين كفرة حسب عقائد الشيعة لانهم خرجوا على امام زمانهم الحسن العسكري ورغم ان من مراجع الشيعة في النجف مثل السيد الصرخي الحسني من يرفض التدخل الايراني الطائفي لمواجهة الثورة السورية ويعتبرها ثورة شعب مظلوم وحكومة ظالمة ويؤكد كون العلويين ليسوا من الشيعة في بيان له نشر على موقع مرجعيته . غير ان ايران مستمرة في دعم حكومة بشار اللعين وترسل الاسلحة والمرتزقة من اتباع مقتدى الصدر ومنظمة بدر وحزب الدعوة والمجلس الاعلى . فهل الدافع الايراني دافع ديني طائفي حقا ام دافع توسعي استغلالي استعماري للهيمنة على اكبر ما يمكنها من الدول كما هيمنت على جنوب لبنان والعراق ومحاولاتها للسيطرة على البحرين والان سوريا . ان نفي كونها دوافع دينية ثابت عقائديا عند الشيعة لأن العلويين لسوا من الشيعة بل على العكس من ذلك كما اسلفنا . فلم يبقى غير السبب الثاني التوسعي الاستعماري . ولذلك يجب الانتباه الى ان ايران تسعى لضرب العرب فيما بينهم فتحرض جنوب لبنان على قتل الشعب السوري المطالب بحريته وتدفع شيعة العراق بدعوى ان المعركة معركة بين طائفتين السنة والشيعة وفي الحقيقة ان العلويين عدو مشترك للسنة والشيعة لان كلاهما يعتقد بكفر العلويين وفساد عقيدتهم الا ان ايران تحاول تحريف الحقائق وخداع البسطاء من الشيعة بمساعدة عملائها هنا وهناك لتجنيد الجيوش لمقاتلة الشباب السوري الثائر المطالب بالحقوق والكرامة والحرية والذي رفع شعار الموت ولا المذلة .