فجع الوطن بموت نايف بن عبدالعزيز وحق له إن موت هذا الرجل خسارة كبيرة وكيف لا تكون خسارة كبيرة والمصاب بحجم نايف الأمن نايف الفكر نايف الادارة كان هذا الرجل اسما على مسمى نايفاً عن كل شر داعياً وإماماً في كل خير لا توجد زاوية من زوايا هذا الوطن الا وتذكره ولا توجد اسرة الا وتتغنى باسمه , شخص محبوب سهل متواضع غير متكلف قريب من الجميع لكنه حازم حاسم في الحق لا يخشى لومة لائم , ودينه ووطنه وقيادته وشعبه فوق كل اعتبار . عندما سأل في حادثة الأمير محمد بن نايف عن شعوره كأب قال وبصراحة محمد عندي كأي ابن من ابناء هذا الوطن وله الشرف في كل ما يقدمه لوطنه . بمثل هذا الشعور سكن نايف في قلوب الجميع , لن أعزي أحد في نايف بن عبدالعزيز لأنه ليس من عزاء فيه , ليس من عزاء في سيف الحق فمثل نايف لا تلد النساء ومثله لا تكفكف الدموع لفراقه ولكن ومع كل الأسى الذي نشعر به لا نقول الا ما يرضي ربنا فإنا لله وإنا إليه راجعون رحم الله نايف بن عبد العزيز وجزاه الله عنا خير الجزاء ورغم فداحة المصاب إلا ان هذه البلاد لا تتوقف لموت احد لأنه كلما غادرنا عظيم اخرجت من رحمها الطاهر بإذن ربها عظيماً آخر بنكهة أخرى لتستمر عقارب البناء والنماء والازدهار في دورانها ببلاد الحرمين والمؤسسات والنظام , بلاد الدستور العظيم الذي لا يحتاج لمجالس ولا للجان تجتمع لتقر مواده أو تعدلها ومرة بعد أخرى كذلك تثبت الأسرة الحاكمة أنها نواة قوة وحدة هذا الوطن وقلبه النابض ذاك لأنه في بلاد أخرى ممن يرفعون الشعارات الرنانة والديمقراطيات الجوفاء يبدون عاجزين تماما عن اختيار مسؤول بحجم ولاية العهد بدون صدامات ومناكفات ومجادلات واحتقانات أما هنا في وطن الشموخ فكل تلك الشعارات تتكسر على نعل قدمه المباركة وكل تلك الترهات تذوب في صحراءه الزكية فالأسرة الحاكمة أسرة آل سعود تعي دورها المناط بها وتقدر حجم الأمانة والمسؤولية و الثقة التي يوليها أفراد هذا الشعب فتسعى لأن تكون نبراساً يستضاء به في التلاحم والترابط والتناغم والتعاضد والتوحد وهذا ليس من باب المجاملات بل من باب الانصاف . لأنه ما من مرة يحضر التاريخ بأوراقه و أقلامه ليسجل موقفاً عن هذه الأسرة إلا ويجدها في الموعد تماماً وعند حسن الضن والمتأمل منها و أكبر دليل اختيار سلمان بن عبدالعزيز ليكون ولياً للعهد ذاك لأن الأمر لم يتجاوز ساعات فقط فرغم هول الفاجعة إلا إن الأسرة الكريمة تعالت على جرحها وكأنها فارس نبيل وآثرت مصلحة الوطن فكان الأختيار المسدد والرمي الصائب فرتاحت البلاد وطمئن العباد على وطنهم وسكنت نفوسهم وتفرغوا لذكر ربهم وشكره والدعاء لموتاهم بالرحمة . وسلمان بن عبدالعزيز ليس غريبا عن أبناء هذا الوطن فالكل يعرفه والكل قد لجأ إليه بعد الله وهو من أحب الناس للمواطن خاصة البسطاء منهم لأنه قريب جدا من هذه الفئة ويحب التقرب لها, رجل له نجدات وله تضحيات نسأل الله له ولملكنا المحبوب كل توفيق . وطني نم في صدورنا قرير العين فكلنا فهد وكلنا سلطان وكلنا نايف ونحن على درب التنمية سائرون , ربنا الله ونبينا محمد وديننا الاسلام وولائنا لهذا الوطن وقيادته وشعبه ولن يخدعنا فيه أحد ولن يخاتلنا عليه ناعق أحمق ولن يزحزحنا عن مبادئنا مشؤوم . وختاماً أقول يا أسرة آل سعود الكرام شكراً لكم شكراً من الأعماق دائماً أنتم في الموقف الصعب بأيديكم تلقون في أفواه الحساد الحجر وتذرون في عيون الاعداء الرماد وتزرعون في قلوبنا الحب والأمل في غد مشرق . يا أسرة آل سعود الكرام إن كان هذا الوطن أمانة في عنق كل مواطن فوحدة هذا الوطن واجتماع شمل شعبه وإنجازاته أمانة في عنقكم أنتم ففي توحدكم وحدة وقوة لنا وفي ترابطكم اجتماع وتثبيت لاجتماعنا وإذا كان كما يقول فقيد الوطن (نايف بن عبدالعزيز) إن المواطن هو رجل الأمن الأول , فكل مواطن في هذا البلد يقول إن أسرة آل سعود هي رجل الأمن الأول في حماية وحدتنا الوطنية وهي درع أمننا الوطني. [email protected] 5