ستويان تارابوزا , شاعر مقدوني معروف . عمل طويلاً في حقل الصحافة والإعلام . وأصدر عشرين ديواناً شعرياً . إعتزل السياسة فور سقوط عصبة الشيوعيين اليوغوسلاف التي كان عضو لجنتها المركزية وترك البديل للإنسان يختاره بنفسه , مؤكداً إنه لن يكون النظام الرأسمالي . وأوصى في كتابه ( ألإشتراكية الديموقراطية , ألبديل الأسوأ للماركسيين ) بالعمل على إسقاط المساويء التي ارتكبها الماركسيون وأبرزها إحتضانهم للصهاينة ورعايتهم لهم في بلدان وارسو ويوغوسلافيا , وغفلتهم عن دعم النضال الوطني التحرري الفلسطيني إلا بالقدر الذي لا يُؤذي الكيان الصهيوني . فهاجمه الصهيوني ( عُزْرين آنديك ) باعتباره الشخص الأبرز في معاداة شعبه . واندلعت حينها معركة سياسية ساخنة , إنتصر فيها الشعب المقدوني للشعب العربي الفلسطيني , وانتصر الصهاينة في السيطرة على المناصب الحساسة لجمهورية مقدونيا الثانية , بعد استقلالها عن الفيدرالية اليوغوسلافية . إصطحبتني إبنته ( ليليانا ) التي التقيتها في عيادة الدكتور الجراح عبدالإله أباظلي ألسوري الأصل والناطق الرسمي باسم رابطة الصداقة العربية المقدونية لزيارته في منزله بحي كاربوش 4 , ألمحاذي لمجرى نهر فاردار ألجاري من منطقة ساراي الخضراء . لم أكن أعرفه من قبل , رغم ترجمتي لعدد من قصائده نقلتها للعربية في ثمانينيات القرن الماضي . هو كهل الآن , في التسعين من عمره , يكتنز في ذاكرته حروباً عديدة , بلقانية وشرق أوسطية وعالمية . وتعلم في المدرسة السياسية للعصبة الحاكمة ألكثير عن فلسطين والعالم العربي . لكنه كان يرفض الإبقاء على جواز السفر اليوغوسلافي بيد اليهودي الذي غادر إلى فلسطين ليصبح مواطناً صهيونياً بامتياز . لأن في ذلك مشكلة إضافية لبلاده المعروفة بعدم انحيازها ووقوفها المشرف تجاه قضايا الشعوب العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية . وروى لي أن كلمة ميتودي بيتروفسكي عندما كان رئيساً للجنة المركزية لعصبة شيوعيي مقدونيا التي انتقد فيها إزدواجية الجنسية للمهاجرين اليهود كانت السبب في إزاحته من منصبه أوائل ثمانينيات القرن المنصرم . تارابوزا , ردّ على رسالة كان اليهود اليوغوسلاف الذين هاجروا إلى فلسطين بعثوا بها إلى مؤسس يوغوسلافيا المنهارة ( جوزيب بروز تيتو ) ليُبْقوا على أواصر الروابط معه , طالبهم في رده بوقف التنكيل بالفلسطينيين وإعادة المُهَجّرين منهم والإعتذار عن مجازرهم ومذابحهم بحقه . وللأسير الفلسطيني كتب قصيدته [ لا حرية في القفص ] تشيتشيك تشيتشيك , يغردُ لا حرية في القفص عقوداً وأنا رهن زنزانة ضيقة أناجي الحرية وسجّاني يأباني طليقاً , فوق مياه إيجة ويخشاني فوق جبال عيبال تشيتشيك تشيتشيك يغرد لا حرية إلا خارج الأسوار الفولاذية التي أشادها المجرمون الغزاة تحت جبال بيرين وداخل مدن الساحل الفلسطيني تشيتشيك تشيتشيك يغرّد مُحتَجزٌ أنا تذَكّروني ولا تنسوا الأسير الفلسطيني 1