نعم لقد أضناني الشوق ياحبيبتي.. فأصبح سكون الليل يهيجني..وصوت الريح يقلقني..وحتى رائحة المطر التي تأتي بها الصبا الحجازية وأنا في سهول تهامة. لقد مضى قرابة العام على آخر لقاء لنا،فكيف لا أشتاق وأنتي غيداء الجنوب؟ كيف لا أشتاق وأنتي النماصالتي زهت بجموع المصطافين؟ فقد أصبحت نشرات الأخبار تهيض شجوني عندمايذكر المذيع اسمك بعد بشائر الخير والبركة،فأنتِ بحد ذاتك بشائر وخير وبركة. وهاهي الأيام تجر بعضها،وهاهو النوى ينطوي، ولم يعد سوى بضعة أسابيع حتى أخترق تلك العقبة،تلك العدوة اللدودة،التي دائما ماتحول بيني وبينك. لأشتم ترياق هواءك،وأغرد تلك التغريدة الضبابية التي طالماتقت إليها وتاقت لي. فأنت الغانية التي امتطت صهوة السروات،واكتسيتِ بذلك الخز المزرور، وترعرعت في أكناف(العرعر)،وأصبحت مقصدا لكل من يعشق الهطيل وزخات البرد. وما أصبر قلبي على تلك (الضروب)التي طالما احتضنت لقاءات الأحبة في وقت السحر.. ولو أن مالدي من الشوق في قلوب مجانين المحبين لكفاهم!! ولو أنني أستغفر الله كلما ذكرتك لم تكتب علي ذنوب 1