تلك العدائية المتولدة بين ( الأنا) و ( الآخر) والتي بدأت تسم وجه المجتمع السعودي , هي في اعتقادي امر بغيض.فالمجتمعات الصحية ثقافيا والمتقدمة فكريا هي التي تتميزبتقبل الرأي والرأي الآخر.ولطالما كانت هذه ميزة المجتمع الاسلامي في عصر النبوة الأول. ان الاشكالية حاليا تنبع من تلك المحاولات المستميته لتتبع أخطاء و (سقطات ) الآخرين اللفظي منها أو الفكري تمهيدا لتحقيق أجندات ذاتيه تتمثل في تصفية الحسابات الثنائية بين الفكر والفكر المضاد. والامثلة على ما اوردت كثيرة فلو أخذنا تصريح الشيخ العريفي مؤخرا والمتعلق بما اورده من قرآته في كتب التراث الاسلامي والمتعلق ( بادعاء أن الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام , قد أهدى الخمر لاحد الافراد قبل أن ينزل الامر السماوي بتحريمها) فعلى الرغم من اعتذار الداعية العريفي بأنه لم يتحقق من مصداقية الرواية فنقلها ثم تأكد من خطأ القصة بعد مراجعة سماحة المفتي العام له, الا أن الكثير من خصومه الفكريين قد سارعوا للتعليق على الأمر وكأنه قد سقط سقطة لاقيام بعدها بل وصل الأمر بالبعض للتعليق على الأمر عبربعض المنتديات الالكترونية تحت عنوان ( فضيحة الشيخ العريفي). وفي المقابل لو عدنا بالذاكرة للوراء قليلا فلعلنا نذكر تغريدات ذلك الفتى (كشغري) , فعوضا من نصحه حينذاك وتوعيته بمغبة وعظم جرم ما ارتكب واستتابته وتوجيهه فكريا للطريق القويم, وجدنا ثلة من النخب المحسوبة على التيارات المتشددة تنصب المشانق لافراد محسوبون على التيار الليبرالي.وكأن تغريدات كشغري الضالة والآثمة في حق سيد الخلق عليه أفضل الصلاة والسلام هي أمتداد لتوجه هولاء الليبراليين. في اعتقادي ان الصالح المجتمعي واللحمة الوطنية تقتضي العمل الجماعي بروح الفريق الواحد لرفعة وتطور ونماء البلد والبعد عن مهاترات عقيمة لاتولد سوى مزيد من الضغاين وابغض وتسهم في تعزيز الكره وعدم الرغبة في التعايش مع أصحاب الفكرالمضاد.مما يسهم مستقبلا , لاسمح الله , في ضعف وبالتالي تفتت الوحدة الوطنية والتي تعتبر بعد الله جل وعلا أساس بقاء وأستمرارية أي كيان . 1