ما بثه حمزة كشغري عبر التويتر مؤذٍ لله ولرسوله وللمؤمنين. حتى غير المسلمين تأذوا من وقاحته. وقد فجع صديقي المسيحي عندما قرأت له نعيق الكشغري - ولا أقول تغريداته - فقال كيف يجرؤ هذا اللاشيء على أن يوجه خطابا كهذا للرسول الكريم. وبرغم أن الكشغري أعلن توبته إلا أن الأذى الذي سببه لنا جميعا لا يمكن أن تمحوه كلمة اعتذار. سأترك موضوع الكشغري لولاة الأمر ليبتوا فيه.. ولكني سأتوسع في تداعياته. اسمحوا لي أن أصارحكم بأنها أعطت مؤشرا خطيرا على انقسام المجتمع. فبرغم أن الجميع اتفق على سوء أدب الكشغري وعِظم ذنبه إلا أن الحرب استعرت من خلاله بين تيارين متنافرين، الاحتقان بينهما دائم والتوتر لا ينقطع. هناك من كان يتمنى ألا يتوب الكشغري، بل هناك من ادعى أنه عدل عن توبته. وأوردوا خبرا عن مقابلة له مع نيوزويك يدعون فيها أنه قال بأنه كان تحت ضغوط وأنه لم يتعد حقه في حرية الفكر. استشهدوا به في كثير من المواقع مع علمهم بأنه غير صحيح. ولا يُدافع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بتدليس. اطلعت على رابط الموضوع المرفق في تلك المواقع فتبين أنه تحقيق صحفي بني على النعيق السابق للكشغري وليس فيه جديد، بل إن كل ما استشهد به في المقال قد محاه الكشغري نفسه من «التويتر». ثم جاء من يحاول أن يسقط ذنب الكشغري على أناس بعينهم رغبة في تصفية خصومات لا تنتهي. ولكن ماهي خلفية الكشغري الذي جعلته يصل إلى ما وصل إليه من خطيئة. حمزة الكشغري - كما شهدت بذلك أمه ومن يعرفه من أساتذته - كان شابا متدينا، يحافظ على حلقات تحفيظ القرآن ثم أصبح يدرس فيها رغم صغر سنه. كان يكثر الصلاة والصوم وكان يعتكف في المسجد النبوي. كان من رواد المكتبات الإسلامية والمراكز الصيفية ورحلات التربية الدينية. كان يقرأ أمهات الكتب الإسلامية. كان دعويا لدرجة أن تفاجأ من يعرفه بما صدر منه. أجزم أن كثيرا منكم لا يعرف تلك المعلومات عنه. أي أنه كان منبتا كما حذر رسول الهدى صلى الله عليه وسلم «فلا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى». الأمثلة بين الشباب الذين فقدوا توازنهم تتكرر، ممن خالف أمر الرسول صلى الله عليه وسلم فأوغل بإفراط بدلا من الرفق الذي وصّى به سيد الخلق عليه صلاة الله وسلامه، فجاءت النتائج عكسية. شاب أمضى زهرة عمره في التدين دون توجيه ثم فجأة انقلب على الدين وأهله.