لماذا الآن فقط يعمد إعلام النظام السوري ليظهر قضية الجولان ويتباكى عليها وينشد تحريرها بعد صمت مريب منذ 45 عاما تخلله حرب 73 التي تماهى فيها بالنصر مع أن الجولان بقيت محتلة ؟ فيما منع النظام السوري أهالي الجولان من مقاومة المحتل, بدعوى أنه يدعم حزب الله ليقاوم الاحتلال الاسرائيلي جنوب لبنان , أما وقد تحرر الجنوب الذي كان يغتبره النظام السوري ورقة مساومة ليحرر بها الجولان بل فَرَضَ وصايته على لبنان للهدف ذاته!!. من عام 2000م - 2012م أي منذ خروج الاحتلال من جنوب لبنان , تناسى بل نسي النظام السوري وإعلامه ماكان يُردده أن تحرير الجولان يمر من جنوب لبنان , كما برر نظام صدام تحرير القدس يمر عبر الكويت, إنه فكر "البعث" الذي يتقن التلاعب بالألفاظ , وتطويع المفردات ليظهر نظام بشار النظام البعثي الوحيد الذي يجثم على سوريا - والذي سيزول حتماً - بأنه حامي حمى بلاد العرب والممانع الوحيد والحارس الأمين على منعة الأمة العربية وكرامتها !!!!!. الواقع يشير أن تلك الهرطقات مجرد شعارات كانت تنطلي في زمن لم يسد وباد , وبقيت الجولان وحدود سوريا مع (فلسطينالمحتلة ) إسرائيل - آمنه , لم تطلق منها رصاصة واحدة لتحرير الجولان منذ مايقارب نصف قرن . من المهازل أن تسخر أجهزة الاعلام السورية وقنواتها التلفيزيونية الفضائية حملة إعلامية ولقاءات بسكان الجولان وإلقاء عبارات الثناء والتمجيد لصمودهم , ودغدغة مشاعرهم بأن بتحرير الجولان قادم - طبعاً بعد خراب سوريا المحتلة من قبل جلاوزته وأتباعه من أبناء طائفته , حيث سُخِّرَت قوات جيش النظام وكافة قواه الأمنية لقتل المتظاهرين والثوار وهدم منازل مدن حمص , حماة , إدلب , الزبداني ؛, وبعد أن أصبح جيشه مقسماً - الجيش الحر - وماتبقى من الجيش العربي السوري سيتلاشى يوماً بعد يوم , وها هو "مدلديف" بحديثه الهاتفي مع خادم الحرمين الشريفين أمس الأربعاء وكان يحاول تبرير موقف روسيا ويتمنى الحوار مع السعودية , فكان الرد من الملك عبدالله حاسماً - فات وقت الحوار ولقد كان ممكنا لو تحاوبت روسيا مع العرب قبل أن تستخدم الفيتو بمجلس الأمن . بعد أن اصبح قاب قوسين أو ادنى من الانهيار هاو بشار يوسط الرئيس الروسي ويتمنى عليه فك ضيقه ووجله وقد اقتربت جماهير دمشق الغاضبة والمطالبه برحيله وهي على بعد أمتار من فصر " المهاجرين" مقر رئاسة الجمهورية , مايدور بخلد بشار الآن ماجرى للقذافي ولأول مرة يدرك أن التحذيرلت السابقة له كانت محقة , فلا سكان الجولان سيصدقون هذا الاهتمام الآن يبسكان الجولان , ولا العرب سيخفون لنجدته , ووقف جموع السوريين الغاضبين عن اقتحام معقله . لا أقول لنظام بشار وله على وجه الخصوص , إلا ماقاله الله تعالى لفرعون موسى " في جواب فرعون حين قال ما قال : ( آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين