أثارني كغيري تصريح مدير عام فرع وزارة المياه بجازان المهندس حمزة قناعي خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مؤخرا عن مشاريع إدارة المياه بقوله " أن ماورد في موقع الكرويتات وتناقلته بعض المواقع الالكترونية عن تلف أنابيب مشاريع المياه بمحافظة الريث ليس صحيحا وأن فرع وزارة المياه ليس لديه أي مشروع قائم في هذه المحافظة ولكن هناك دراسة ومناقصة تم ترسيتها وهي تابعة للمياه وصور تلك الأنابيب هي لمشروع قديم تابع لوزارة الزارعة " ( انتهى ) الغريب أن البشمهندس ختم تصريحه الأفلاطوني بتأكيده على أهمية تحري الخبر قبل وضع أصابع الاتهامات على الآخرين ! والأغرب أن هذا التصريح كان في مؤتمر الإعلاميين وعادة ما يحرص المسؤول على دقة المعلومات في لقائه بالإعلاميين لأن الإعلام لا يمكن أن يمرر هذه الغرابيل ! يا مهندس حمزة , ياسادة , ياكرام , المشاريع التي ظهرت بالصور في المواقع الإلكترونية ليست تحت الترسية والدراسة ؛ هذه المشاريع أوشكت على انتهاء مدة التنفيذ وبعضها متوقف منذ سنين والآخر منها لم يحقق خدمة للمواطن ؛ إلا أن القاسم المشترك بينها هو رداءة التنفيذ وسلبية جودة المشروع . مشاريع إدارة المياه بالريث طفحت مؤخرا على سطح أملس لايلمسه حتى الهواء ! كلام مدير المياه استفز الشباب في الريث فاثبتوا حقيقة وضع تلك المشاريع ونقلوا الصور للمواقع الإلكترونية من واقع الميدان لا أرقام الورق ! كيف يمكن لنا أن نقبل بوجود مشروع لا يستفاد منه أصلا كمشروع عقود صيانة تشغيل آبار محافظة الريث ؛ إذ أن بعض تلك الآبار لا يوجد فيها مياه جوفية وبالتالي فإن سريان مفعول تلك العقود باطل وهو هدر للمال العام و من المفترض أن توقف العقود والمستخلصات بصورة عاجلة ؛ مثل هذا المشروع يذكرنا بالأعمى الذي يشاهد التلفزيون ! وكيف لنا أن نفهم وجود سد في بطن المحافظة ( سد رخيه ) الذي أنشئ قبل عشر سنوات ليتحول اليوم إلى مستنقع مائي يخلق بؤرة لتوالد الأمراض ويشكل خطرا على السكان وتنبعث منه روائح كريهة؛ هذا السد بلغت تكلفته الملايين لكن والله لم يستفاد منه إلا بتلويث البيئة ومن المفترض أن يتم عمل تقرير مفصل عن إمكانية صلاحيته وصيانته والاستفادة منه أو إزالته ؛ ولا أدري هل هناك عقد صيانة لهذا السد ؟! وكيف لنا أن نسكت عن العمالة المخالفة أصحاب وايتات السقيا وهم يستنزفون جيوب المواطنين صباح مساء ؛ ومن الذي يقف خلف هؤلاء العمالة ويتيح لهم ممارسة بيع الماء في سوق سوداء ؛ أذكر أنني وقفت ذات يوم ليس ببعيد على هذه الوايتات وهي تشفط المياه من مجاري الأودية وتنقلها لمنازل المواطنين رغم أن عقد السقيا يخالف ذلك وينص على تأمين مياه محلاه ! وختاما كيف نثق في مشروع (خزان الملايين ) الذي تحت التنفيذ وأسواره الخارجية تتهاوي كالأنظمة العربية ! وكيف يتم حفر بطون الأودية وتمديد شبكات المياه الجديدة دون تطبيق للمواصفات والاشتراطات الفنية؛ ثم كيف يمكن لنا أن نقطف ثمار جهودكم وجودة مشاريعكم يا أرباب التنمية !