أحيانا لا يحتاج المواطن لعملية البحث والتحري عن الأدلة والبراهين ليثبت وجود فساد إداري وقصور في الخدمات لدى منظمة ما , لأن بعض الإدارات الحكومية المباركة تقدم لك أدلة فساد إدارتها على طبق من ذهب لتعري نفسها بيدها وبطريقة غير إرادية . تماما كما حدث في جازان قبل يومين - إنسان " مجهول" لا يحمل إقامة لقي مصرعه بعد تعرضه لحادث على طريق أبو عريش , وبعد مباشرة الجهات الأمنية " المرور" تم نقله إلى مستشفى ضمد العام والذي رفض استقبال حالته فتم نقله إلى مستشفى صبيا ليرفض هو الآخر استقبال الحالة , أعيدت إلى مستشفى ضمد ليتخلص منها أمن المرور على طريقته برميها على أحد الأرصفة بجانب باب الطوارئ جثة مرفوضة تبرأ منها الجميع , لتبقى ما يقارب خمس ساعات مرمية على الرصيف أمام رواد المستشفى من مراجعين وأطفال ونساء ليصيبهم الذهول والفزع من المنظر ; إنسان تهدر كرامته بعد موته ويرمى جسده مثل نرد ترميه كل جهة على الأخرى ليستقر ممددا على رصيف الطوارئ ينتظر رحمة أخيه الإنسان ! ولا ذنب له في كل هذا غير أنه أثيوبي الجنسية لا يحمل إقامة . بعد إطلاعي على الخبر والصورة تخيلت لو أنها حدثت للإثيوبي وهو لا يحمل إقامة في أحد الدول الأوربية , هل يتم رفضه من المستشفيات ورمي جثته على أرصفتها !! بكل تأكيد التعامل هناك مختلف تماماً , الإنسانية هناك قبل كل شيء , تقدير الإنسان واحترامه من أولويات التعامل .بغض النظر عن القوانين والأنظمة والفرق هناك وهنا . هذه الحادثة والتعامل الغير إنساني لا يفترض أن تمرر دون تحقيق وحساب , تهاون وتقصير في الاستجابة وعدم احترام لحرمة الميت وافتقار تام لمعاني الإنسانية . لا أحد يتمنى لنفسه أو لقريبه حدث مماثل ; سواء كان في جازان أو أديس أبابا ! عشرات الأسئلة تدور حول تلك الحادثة ! والمطالبة بمحاسبة كل جهة قصرت في التعامل مع الحالة سواء كان المرور أو مستشفى صبيا أو مستشفى ضمد أو الشؤون الصحية بمنطقة جازان . المحرر : وكانت (جازان نيوز قد نشرت تقريرا عن مثل هذه الحالات المؤسفة http://www.jazannews.org/news.php?action=show&id=13958 1 جابر بن موسى الريثي مدير عام جازان نيوز