خدمات الصراف الآلي توفر الوقت والجهد لعملاء البنوك عند السحب و إلايداع والتحويل ما بين الحسابات وسداد الخدمات والتسوق إضافة إلى خدمات أخرى متعددة و متجددة حتى باتت حياة المواطن مرتبطة بهذا الأجهزة ومرهونة بمدى جاهزيتها للعمل و جودة الخدمة التي تؤديها تحت إشراف البنوك المحلية والشركات المسئولة عن تزويدها بالأوراق النقدية وصيانتها . ومع ظهور هذه الخدمة وتوفرها ورغم الفؤاد الربحية للبنوك المحلية إلا أن مشكلتين رئيسيتين متعلقتين بها ظلتا من اكثر المشكلات التي تنغص على الموطن وتعكر صفو معيشته وتعبث باستقراره النفسي خصوصا في منطقة جازان.. فالمشكلة الأولى : قلة أجهزة الصرف الآلي .. فعدد الأجهزة في المنطقة لا يتجاوز 200 جهازا مقابل 1365110 نسمة أي بمعدل جهاز لكل 6825 مواطن ومقيم!! اما المشكلة الثانية فهي عدم جاهزية هذه الأجهزة أما بسبب الأعطال المستمرة أو لعدم توفر السيولة النقدية فيها . في صبيا مثلا وهي المحافظة الأكبر بالمنطقة حيث عدد سكانها يربو على 228375 نسمة لا يزيد عدد أجهزة الصرف الآلي عن 35 جهاز تابعة لخمسة بنوك ( البنك الأهلي و مصرف الراجحي والبنك العربي وبنك الرياض وبنك البلاد !! وعليه نجد ان كل جهاز صراف آلي في صبيا يخدم 6525 فردا على الاقل (هذا إذا أغفلنا المارين يصبيا من غير سكانها) هذا في كانت ان جميع الأجهزة تعمل بشكل جيد على مدار الأربع والعشرين ساعة.. لكن الواقع مختلف عنه تماما خاصة في شهر رمضان المبارك لهذا العام .. فمن بين ال 35 جهازا الموزعة في أنحاء المحافظة بشكل عشوائي نجد 30 جهازا على الأقل لا تتعدى خدمته أكثر من عرض عبارة ( الجهاز خارج الخدمة ) أو ( غير قادر على الصرف مؤقتا ) وهنا ستتغير الحسبة تماما فلكل 45675 فردجهاز صرف واحد فقط.. تصورا طابورا من 45000فرد أمام احد أجهزة الصراف !!!! الحال ذاته في ابوعريش وضمد وصامطة وبيش و...و .. وأمام هذا العجز الخدمي و الاستهتار واللامبالاة من قبل البنوك المحلية والشركات القائمة على خدمة أجهزة الصرف الآلي رغم جاهزة الحلول وبساطتها , يجد المواطن (العميل) نفسه وذويه عرضة لمشكلات ومواقف اقل ما توصف به انها ( بايخة مرة ) هو في غنى عنها سواء في رمضان او غيره.. وليس من الغريب ان ينشب خلاف حاد بين مواطنين قبيل الإفطار بدقائق قد يصل الى حد الاشتباك بالأيدي بسبب تلكأ احدهما وعجلة الأخر لينهيا صيام يومهما في مركز الشرطة!! او ثالث افطر في سيارته لما وجد نفسه مرغما على الوقوف والانتظار الى وقت الأذان في طابور سيارات طويل أمام جهاز الصرف الوحيد في منطقته ليسحب مصروف أسرته اليومي !! ولا من العجب إن يقضي احدهم أكثر ساعتين بين صبيا وبيش بحثا عن جهاز صالح يتوفر به سيولة نقدية!! هذه من ابسط المواقف التي قد تمر على البعض في النصف الأول من رمضان ولاشك انها من اهم العوامل المؤدية إلى ارتفاع معدلات القلق والتوتر النفسي الذي ينكس بوضوح على تصرفات البعض رغم روحانية الشهر الفضيل!! ومع قرب العيد والحاجة الى المزيد من السيولة النقدية للتسوق وطلبات الاسرة وارتفاع الأسعار والزحام و المشاريع البطيئة التي تعيق حركة المرور تاتي اعطال خدمة الصرف الآلي ونفاذ السيولة النقدية بها لتزيد الطين بلة فتصل المعاناة و حالات التوتر و القلق والهم والغم الى اقصى معدلاتها في العشر الأخيرة من رمضان!! أضف إلى كل ما سبق الانعكاسات السلبية على حركة الأسواق والتسوق!! البنوك المحلية - مؤسسة النقد – الغرفة التجارية – شركة المجال ... من المسئول؟؟؟ نمى إلى مسمعي بان عدد الموظفين في ( شركة المجال ) أربعة فقط يتناوبون على صيانة جميع صرافات منطقة جازان من الطوال وحتى الدرب ومن الساحل حتى الجبل .. إن كان ما سمعته صحيحا فلا تعليق !!