"عفوا لا يمكنك السحب الآن"، عبارة صدم بها عدد من أهالي منطقة عسير مساء أول من أمس "ليلة العيد"، إثر عدم توفر السيولة النقدية في أجهزة الصرف الآلي، في معظم مناطق عسير بشكل عام ومحافظتي النماص وسراة عبيدة على وجه الخصوص. وقال المواطن حسن بن شاكر الشهري: "من أهالي السرح" التابعة لمحافظة النماص إن المواطنين واجهوا معاناة حقيقة خلال اليومين الماضيين، تمثلت في ندرة أجهزة الصرف الآلي، ويتعين على الأهالي قطع مسافة تقدر بأكثر من 30 كيلو مترا إلى النماص التي لم تكن هي الأخرى، بأحسن حال، فرغم وجود بعض أجهزة الصرف، إلا أنها لم تزود بالسيولة الكافية، مما وضع الأهالي في وضع محرج، لاسيما مع كثرة الطلب على الشراء والتسوق. وفي محافظة سراة عبيدة، أوضح المواطن صالح بن سعيد البشري، أنه تنقل لأكثر من جهاز صرف لبنوك مختلفة، وكانت النتيجة عدم وجود نقد، مضيفا أن المواطنين ينتظمون في صفوف طويلة للصرف، ويفاجأون بأن الجهاز خال من السيولة، مما تسبب في ضياع وقتهم بطول الانتظار، وعدم الحصول على السيولة. وأشار البشري، إلى أن هناك جهازا وحيدا، لا يصرف سوى فئة خمسئة ريال فقط، مما أوقع بعض المواطنين ذوي الدخل المحدود في حرج شديد، ومن ثم عدم الوفاء بالتزاماتهم، مناشدا المسؤولين في البنوك المحلية ومؤسسة النقد إلى وضع حد لمعاناة الأهالي، وذلك بتغذية الأجهزة منذ وقت مبكر وبفئات نقدية مختلفة. الزميلة صحيفة "الوطن" أجرت أمس، اتصالات متكررة بمدير فرع مؤسسة النقد العربي السعودي في أبها عبدالله بن علي العمري للتعليق على معاناة الأهالي، إلا أنه لم يرد, في الوقت الذي أشارت مصادر إلى أن فريق عمل بالمؤسسة يعمل على تزويد تغذية بعض الصرافات بالأموال, ومراقبة البعض الآخر منها بالتنسيق المسبق مع البنوك المحلية, معتبرا خلل الصرافات في ذروة الأعياد بالطبيعي نظرا للإقبال الكبير على السحوبات المالية .