كانت سمعته بين الناس تسبق حضوره فهو الكريم والرحيم والحنون والقوي الأمين وغيرها من صفات الرجولة التي هي من سمات الرجل العربي والتي بها يتفرد عن أقرانه من رجالات الغرب والشرق . وعندما تزوج ومع حدوث الخلافات الزوجية والتي أصبحنا ندرك تماما أنها بهارات الحياة وبها تخرج حياتنا من روتين اليوميات الى التجديد في المشاعر والتفكير وحتى القناعات استغل قوته في حل مشاكله ومد ذراعه لتدعيم كلمته وكانت عضلاته سندا له في بسط نفوذه والسيطرة على خصمه ((زوجته )) وقفت زوجته المسكينة في زاوية الغرفة واستخدمت كلتا يديها لتدفع عن نفسها الأذى لكن لا مجال لمقارنة كلتا يديها مع عضلة يده اليسرى انتهت المعركة والغير المتكافئة بين الزوجين وشعر الزوج بنشوة الانتصار وطار ذكره بين الناس (((فلان القوي ضرب زوجته )) حصل له ما يريد من السمعة وصفق له مجموعة من الناس من المقربين هنا انتهى الفصل الأول من القضية وبدأ الفصل الثاني . لو أخبرت زوجته أهلها ببطولات زوجها فسيكون إذا كانت من أسرة بها من الرجال من لا يرضى أن تضرب أخته أو بنته فيقوم بضرب الزوج عندها يخسر الزوج سمعته لأنه سيصبح زوج مضروب وحتى أمام زوجته لأنها لن تقيم له وزنا فهناك من سيأخذ حقها لو حاول المضروب أهانتها وأن كانت من أسرة لا تحب المشاكل وهمها ستر البنت ستكون خسارة الزوج أعظم لأنه حصل له ما يريد فقد خافته زوجته لكنه خسر (أمانته ) فهمه لمفهوم القوامة المعوج جعله يمارس الضرب مستندا على آية (واضربوهن ) لكنه جهل أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أوضح كيف يكون الضرب ؟ومتى يكون الضرب ؟وبما يكون الضرب ؟ ولما يكون الضرب ؟ وليس هذا مقام التوضيح ومن أراد المزيد عليه بقراءة القرآن الكريم والتفسير والسنة النبوية لكني أردت أن أوضح بعض النقاط لبعض الذكور ممن فقد أمانته واكتفى بالحفاظ على قوته ظنا منه أنه رجلا لقد مارست قوتك لا على ضعيف بل على ضعيفة ؟ وهذه ليست رجولة فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول (اتقوا الله في الضعيفين المرأة واليتيم) او كما قال صلى الله عليه وسلم لقد خنت أمانتك حينما أعطيت اليمين المغلظ في أن تكون أمينا على زوجتك فكنت جلادا جبارا أردت أن أوضح أن الله حينما ذكر لنا قوة موسى ذكر مباشرة أمانته ليوضح لنا أن القوة تعد تهورا حينما تنفصل عن الأمانة والواقع يشهد أن هناك العديد من الأقوياء بلا أمانة لذلك هم من الجبارين الذين تشمئز النفوس عند سماع ذكرهم ومن أراد أن يجادل في الحق بعدما تبين هو كمن أراد أن يثبت لنا أنك لو رميت بتفاحة نيوتن على الأرض لن تسقط لكنها سترتفع أخيرا أقول لكل من يضرب أو أراد أن يضرب أو يؤيد ضرب الزوجة لست (أرجل ) من الرسول صلى الله عليه وسلم الذي ما ضرب بيده الكريمة شيئا فكيف يضرب بشرا ؟ أحذر أيها الرجل أن تستخدم قوتك على ضعيفة لا ضعيفة الحيلة بل ضعيفة القوة لأنك حينها ستخسر رجولتك وقد تستخدم حيلتها وكيدها الذي استعظمه الله في القرآن وقد تخسر حينها حياتك