إن التغير سمة من سمات الحياة نجدها معنا في كل أمورنا الحياتية ونؤمن بمسلماتها حتى إنا جٌبلنا على التأقلم والتماشي مع كل أمر يندرج تحت هذا المٌصطلح ، لتتواءم الطبيعة البشرية مع المتغيرات الطارئة دون توقف يحير جوانب الإدراك العقلي لإعادة النظر في أمرٍ ما كان خطأ التماشي معه طيلة أعمارنا التي أنقضت ، لنجد أنفسنا في مأزق بسبب نشوء فكرما فيما بيننا دون أن نشعر بخفاء ، وليجد له بيئة منعزلة يمارس من خلالها تنشئة الأجيال ولتتشربه تلك البراعم حد الثمالة ويكون إيمان لديهم لا يساومون عليه ، ولينادي باستقلاليته المكانية ويصبح منشق رٌغم انتمائه العقائدي والعرقي لنا ، ها نحن نجني الآن إهمال العقود التي مضت ، وكأن كلاً منا يسعى لتحقيق منجزه الحضاري المستقل دون مشاركة أخيه في الجوّار السراء والضراء فرقتنا المصالح ؛ واليوم أما آن لنا أن نعي حقيقة الخطر المحدق بنا , ولتتضح الرؤية وتنجلي الغشاوة رٌغم معرفتنا لها سابقاً ، ولكن للأسف حٌسن النوايا وثقتنا سابقاً بالشعارات الرنانة من تقريب بين أبناء المذاهب والعروبة البراقة لبعض أطياف النخب العربية في بلاد الشام ها هي اليوم تخضعنا شيئاً في شيء ، فأن لم نتدارك ما نحن به من وهن وضعف وتشرذم بسبب الأهواء وحٌب الذات سنسقط بالتتابع ونكون كالثيران الثلاثة التي فقدت وحدتها وتضامنها في مصير مشترك ؟ يجب خلق فكر مناهض للأحداث الراهنة في الأوطان العربية المجاورة ليحلل لعامة الناس الحرب التي تعيشها المنطقة فكرياً وأيديولوجياً ويظهر الحقائق وتراكمات العصور والحضارات البديلة التي تحاول إعادة سؤددها وأخذ الثأر منا و على حساب عقيدتنا وعروبتنا المتمزقة لنصبح كالجزر في أرجاء المحيط يفصلنا عن بعض ألف ميل ، وويل بركان نائم قد يلتهمنا في صورة طوفان ونؤمن بسخونة الصفيح الذي نحكي عنه في صٌحفنا وقنواتنا ليظهر لنا ألوان من العذاب وليقولوا حينها عالمنا للجاهل منا (يا ليت قومي يعلمون)؟!